انتهاكات مُستمرة ومُتصاعدة في المناطق التي تُسيطر عليها تركيا شمال وشرق سوريا

تل تمر – نورث برس

صعدت القوات التّركية قصفها بالأسلحة الثّقيلة على أرياف وأطراف بلدة عين عيسى شمالي الرّقة طوال الأسبوع، كما في سابقاته.

وفي الثامن من الشهر الجاري، قصفت القوات التّركية صيدا ومعلق والطّريق الدّولي m4 بريف عين عيسى، بـ45 قذيفة مدفعية ودبابة، وهذا الهجوم هو الأعنف لهذا الأسبوع، حسب بيان قوات سوريا الدّيمقراطية “قسد”.

وذكرت “قسد” في بيانها، أنها أعلمت الأطراف الضّامنة بالانتهاكات في بلدة عين عيسى ونواحيها.

وفي نفس اليوم، قالت مصادر محلية، لـنورث برس، بأن القوات التركية استهدفت بالأسلحة الثقيلة قريتي عريضة وأم حويش في الرّيف الغربي لمدينة تل أبيض.

خرق وتدمير

وخرقت القوات التّركية والفصائل المُسلحة الموالية لها اتفاقية وقف إطلاق النّار أكثر من ثماني مرات خلال الأسبوع الثّاني من شهر نيسان/ إبريل الجاري، وفق ما رصدته وكالة نورث برس.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، وقعت القوات التركية مع الجانبين الروسي والأميركي اتفاقية لوقف إطلاق النار، عقب اجتياحها لمنطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، في شمال شرقي سوريا.

وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، قال مكتب توثيق الانتهاكات في مجلس تل أبيض، إنّ التّصعيد الأخير، تسبب بتدمير 11 منزلاً للسكان، منها مدمر بشكل كامل في قرية الجديدة غرب عين عيسى، والبقية لحق بها دمار جزئي.

وتستمر القوات التّركية وفصائلها بشن الهجمات على خطوط التّماس مع “قسد” في شمال شرقي سوريا.

وتشهد مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتّركيا فلتاناً أمنياً بين عناصرها، التي تبرز عبر الاقتتال الفصائلي في مناطق سيطرتها، على المسروقات وبسط النّفوذ على المناطق وطرق التهريب.  

ومساء أمس الأربعاء، اندلعت اشتباكات بالرَّشاشات بين عناصر مجموعتين من فصيل الحمزة، بمحيط قرية تل أرقم بريف المدينة، جراء خلاف على تهريب البشر، كما أفاد مصدر خاص لنورث برس.

وذكر مصدر، لنورث برس، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل العنصر إياد الحلاق، والذي ينحدر من مدينة حمص، إضافة لإصابة عنصر آخر بجروح بليغة.

ويأتي ذلك بعد ثلاث أيام من اندلاع اشتباكات بالأسلحة الرّشاشة، بين فصيلي الفرقة 20 وفرقة الحمزة في قرية مختلة بريف سري كانيه، ناجم عن خلاف على معابر التّهريب، مما أسفر عن وقوع إصابات بين الطّرفين.

وقال مصدر محلي، لنورث برس، إنّ “عناصر فصيل القعقاع الموالي لتركيا، قام بتشليح فادي حسن الرّمضان، أحد سكان قرية كرمازات التّابعة لتل أبيض، بعد اتهامه بالإخلال بأمن المنطقة”.

وأضاف المصدر: “ما أخذوه منه 13 برميل مازوت كانت لديه لسقاية أرضه، إضافة لهاتفين محمولين ومبلغ مالي قدره 130 ألف ليرة سورية”.

“اعترافات بالتّعذيب”

وفي السابع من  نيسان/إبريل الجاري، نقلت لجنة مهجري سري كانيه، تقريراً صادراً عن مُنظمة العفو الدّولية بين عامي 2021  و2022، ذكر أنّ الفصائل ارتكبت مجموعة من الانتهاكات بحق السكان في عفرين وسري كانيه، أغلبهم أكراد.

وأشار التّقرير إلى أنّ هذه الانتهاكات ارتبطت بممارسات عدة منها الاعتقال بدون دليل، والخطف والتّعذيب، وغيرها من أشكال المعاملة السّيئة.

وأقدمت فصائل مُسلحة على تعذيب محتجزين حرموا من التّمثيل القانوني والاتصال بعوائلهم،  أثناء استجوابهم من أجل انتزاع “اعترافات”،  في مراكز غير رسمية، وفقاً لتقرير لجنة التّحقيق التّابعة للأمم المُتحدة. 

وأسفر القصف التّركي عن أضرار مادية بممتلكات السكان، إضافة لنسب جديدة لنزوح السّكان من منازلهم بحثاً عن مناطق أكثر أمناً.

إعداد دلسوز يوسف . تحرير : آيلا ريّان