مزارعو ريف كوباني يشتكون نقص الحصادات في القرى

كوباني- -فتاح عيسى/ جهاد نبو- NPA
يشتكي المزارعون في ريف مدينة كوباني/عين العرب, قلة عدد الحصادات الزراعية في مناطقهم مقارنة بالسنوات السابقة، الأمر الذي أدى لأضرار كبيرة في محصولهم الزراعي وبشكل خاص محصول الشعير الذي بدأت حبوبه بالتساقط نتيجة تأخر حصاده، إضافة إلى احتراق آلاف الدونمات الزراعية في المنطقة.
غياب الحصادات الزراعية
واتجهت أغلب الحصادات الزراعية إلى ريف الرقة ودير الزور والحسكة، التي نضجت محاصيلها الزراعية قبل محاصيل كوباني بعشرة أيام تقريباً، إضافة إلى أن اتساع رقعة المزروعات في أرياف المدن الأخرى وإنتاجها الوفير. 
وأوضح خالد بوزان محمد والي (47 عاماً), مزارع من قرية بيرالوس, غربي كوباني، لـ”نورث برس” أن المزارعين بحاجة ماسة للحصادات، مشيراً إلى أن هيئة الاقتصاد هي من سمحت لأصحاب الحصادات بالخروج من المنطقة عبر توزيع مادة المازوت عليهم دون أخذ تعهد منهم ببقائهم في المنطقة.
وكانت هيئة الاقتصاد ومديرية المحروقات في كوباني أوقفت توزيع مادة المازوت على المزارعين ووزعتها على أصحاب الحصادات ليقوموا بحصاد الأراضي في منطقتهم، إلا أن أصحاب الحصادات استلموا /3/ آلاف ليتر من المازوت ولم يلتزموا بالبقاء في المنطقة واتجهوا نحو المنطقة الشرقية (ريف الرقة ودير الزور والحسكة)، تاركين المزارعين في كوباني بدون حصادات.
وأشار والي إلى أن الموسم الزراعي يعتبر جيداً مقارنة مع المواسم الزراعية السابقة، وأن الإنتاج كان سينقذ الأهالي من وضعهم الاقتصادي المتردي، لكن تأخر الحصاد والتهام الحرائق للمحاصيل الزراعية, حال دون ذلك.
“مسؤولية الإدارة الذاتية”
وأضاف والي أن آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في القرى الغربية (دربازين، تعلك، درب النوب وهوران) لا يوجد فيها سوى حصادة أو اثنتين وتتعطل بين يوم وآخر، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية هي من تتحمل المسؤولية, حسب والي.
بدوره أوضح المزارع شاهين حسن العلي (52 عاماً), من قرية دربازين هوران غربي كوباني، أن الفلاحين والمزارعين ينتظرون بفارغ الصبر حصاد أراضيهم وبيع إنتاجهم في الموسم الحالي، وخاصة أن أغلب المواسم السابقة كانت خاسرة بالنسبة لهم.
وأضاف العلي أنهم يبحثون عن حصادات لتحصد أراضيهم الزراعية دون جدوى؛ فأغلبها اتجهت لمناطق الجزيرة والرقة، موضحاً أنه لا يوجد في جميع القرى الغربية سوى ثلاث أو أربع حصادات، وبات الحصول عليها حلماً, مشيراً إلى أن الإدارة كان يجب عليها منع أصحاب الحصادات من الخروج من المنطقة.
وأردف العلي قائلاً: ” إن أصحاب الحصادات, إن لم تناسبهم النسبة التي حددتها الإدارة الذاتية من إنتاج المحاصيل الزراعية، كان يجب عليهم البقاء والمطالبة بنسبة أعلى”، مشيراً إلى أن المزارعين كانوا سيوافقون مهما كانت النسبة في ظل عدم وجود الحصادات، لافتاً إلى أن المزارعين تعرضوا للغبن والظلم ولا يعرفون كيف سيتصرفون ومن أين سيؤمنون الحصادات للاستفادة من إنتاج أراضيهم.
وكانت نحو /8/ هكتارات من المحاصيل الزراعية من (القمح والشعير) احترقت خلال الأيام الماضية في قرية دربازين هوران، حيث استخدم الأهالي الجرارات الزراعية لإطفائها، في ظل عدم وجود سوى إطفائية واحدة فقط في القرى الغربية والتي تصل عادة بعد إطفاء الحريق بحسب الأهالي، لأنها تقوم ببيع المياه للمنازل ولا تكون جاهزة للتدخل في حال اندلاع الحرائق. 
وبلغ عدد الحصادات المسجلة لدى هيئة الاقتصاد هذا العام /642/ حصادة زراعية مختلفة الأحجام، حيث قامت الهيئة بالتعاون مع مديرية المحروقات “سادكوب” بتوزيع /3/ آلاف ليتر لكل حصادة قبل بداية الموسم الزراعي.
ويوضح المتحدث باسم لجنة الاقتصاد في كوباني، خليل شيخ مسلم، أن الهيئة وزعت المحروقات على أصحاب الحصادات مبكراً؛ ليستطيعوا حصاد الأراضي في كوباني في ظل الإنتاج والموسم الجيد بأسرع وقت، مشيراً إلى أن أصحاب الحصادات ظلموا أصحاب الأراضي الزراعية.
وأشار شيخ مسلم إلى أن الإدارة احتارت فيما تفعله مع أصحاب الحصادات، فإذا منعتهم من الذهاب سيشتكون وإذا سمحت لهم بالذهاب يشتكي المزارعون. 
 وأكد شيخ مسلم أنهم ينتقدون أنفسهم بسبب ما حصل, في ظل وجود عشرات الحصادات في كل قرية، إذ لم يبقى ربعها في المنطقة، وهي لا تكفِ الأراضي الزراعية التي تم زراعتها بشكل كامل تقريباً.
يشار إلى أن لجنة الاقتصاد أصدرت تعميماً أوضحت فيه أسعار الحصادات في إقليم الفرات بنسبة %7 لمحصول الشعير البعلي، و%8 لمحصول الشعير المروي، فيما حددت سعر حصاد القمح بنسبة 5%، سواء أكان المحصول بعلي أو مروي، لكن أصحاب الحصادات لا يتقيدون بتلك الأسعار في ظل نقص عدد الحصادات وحاجة المزارعين إليهم.