دمشق- نورث برس
أثارت أحداث المسلسل السوري “كسر عضم” منذ عرضه في بداية رمضان، تفاعلاً في نسبة المشاهدة لدى الشارع السوري، بعد تجاوزه الخطوط الحمراء وملامسته لواقع الفقر والفساد والمحسوبيات التي تعيشه المؤسسات الحكومية خاصة والمجتمع السوري عامة.
وتناول مسلسل “كسر عضم” الحرب السورية والصراع على البقاء في زمن الحرب، بين ثلاث طبقات اجتماعية “أصحاب السلطة والمال والمتوسطة والفقراء” إلا أنَّه لم يتطرق للحلول، بحسب السكان.
وقال وديع فهمي (32 عاماً)، وهو معلم في إحدى المدارس الحكومية ومتابع للمسلسل، “رغم نجاح المسلسل، إلا أنه ليس كاملاً، فهو يطرح ويتجرأ في طرح مواضيع الفساد، ولكن كما العادة لا يتطرق إلى الحلول”.
وأضاف لنورث برس، “الطرح فقط ليس كافياً، هناك حوارات لم يتم إسقاطها على الحالة الواقعية في المجتمع، وفي الدراما لا أحد يحصل على العلامة الكاملة”.
ولم تتفاعل بتول علي (45 عاماً)، وهي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية مع الأحداث التمثيلية في المسلسل.
وترى، بأنَّ سوريا “فقدت الكثير من الشبان في الواقع وخلال الحرب دون أن يُذكر أحدُ أسمائهم أو حتى يذرفوا دمعة واحدة على رحيلهم”.
واستغربت “علي”، “كيف استطاع مشهد تمثيلي إبكاء الملايين من السوريين، في حين لا يزال الملايين يموتون في الحرب ويعيشون الفقر والجوع بصمت”.
وتقول إنّ “صناع المسلسلات يقومون بصرف الملايين على المسلسلات بحجة تسليط الضوء على المشاكل التي يعيشونها، دون أن يتطرقوا لمعالجتها”.
والاثنين، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع مشهد انتحار بطل المسلسل “ريان”، بعد أن عجز عن الوقوف في وجه والده الذي يمثل وجه السلطة الفاسدة.
وقالت نيرمين مراد (26 عاماً)، وهي طالبة في كلية التّربية في جامعة دمشق، إنَّ أسباب التفاعل الجماهيري الواسع مع انتحار بطل المسلسل، “جاء لأننا بتنا نفتقد هذا النموذج، نموذج الشخصية النبيلة الذي يرفض الفساد”.
وأضافت، أنَّ ” المشهد كان مقنعاً، وأثر في المُشاهد، متمنيةً أن ترى هذه النماذج في واقعنا”.
وتصدر عمل “كسر عضم” المسلسلات السورية الأكثر مشاهدة مؤخراً، وهو من إخراج رشا شربتجي، وتأليف علي معين صالح، وتمثيل كل من الفنانين “فايز قزق وكاريس بشار ونادين خوري ونادين تحسين بك وسامر إسماعيل وخالد القيش وولاء عزام”.