سوق الجمرك قديمٌ قِدمَ دمشق ولكن أسعاره حديثة

دمشق- نورث برس

تقصد أم محمد وهي خياطة في منطقة المزة الشيخ سعد بدمشق، سوق الجمرك منذ أكثر من 15 عاماً بمعدل مرة كل أسبوع بشكل دائم باستثناء الحالات الاضطرارية التي تجبرها على الذهاب إليه.

واعتادت السيدة الخمسينية على التبضع وشراء لوازم عملها من السوق, إذ “تغريني نداءات الباعة لدخول المحال التي بنيتُ علاقات وطيدة مع التجار وأصبحت من الزبائن الدائمين لديهم”.

يمتد سوق الجمرك من الطرف الشرقي لسوق الحميدية عند أعمدة جوبيتر إلى سوق القلبقجية المؤدي إلى سوق الخياطين.

سوق الجمرك الخاص بالأقمشة النسائية في دمشق- نورث برس
سوق الجمرك الخاص بالأقمشة النسائية في دمشق- نورث برس

وكغيره من الفعاليات الاقتصادية تأثر سوق الجمرك بالأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد, فالارتفاع طال السوق ومحتوياته وقلبه رأساً عن عقب.

يختص السوق بالأقمشة النسائية بأنواعها وألوانها المختلفة، فمن الحرير والأكرليك والشيفون والكشمير والستان والدانتيل والليكرا والجوخ والقائمة تطول، بالإضافة إلى بدلات العرائس والسهرات.

تقول أم محمد التي اكتفت بالتعريف عن نفسها بهذا الاسم، “منذ سنوات وحتى اليوم في كل مرة أذهب بها إلى سوق الجمرك، أشعر بأنها أول مرة لي لدخوله لأنه سوق يسحر بألوانه وطبيعته”.

وتشير إلى أن ذلك كان ينسيها أحياناً قائمة مشترياتها التي تجهزها قبل الذهاب للسوق ولكن تغير الحال حالياً، وأصبحت هذه العادة قديمة لديها بسبب غلاء الأسعار وباتت تقتصر مشترياتها على لوازمها من القماش المطلوب فقط للطلبيات، وفقاً لما ترويه لنورث برس.

ويعود عمر السوق، وفقاً لأصحاب محال تجارية، للقرن السابع عشر وكان عبارة عن خان ليتحول بعدها إلى وضعه الحالي وسمي  باسم “الطواقين” قبل أن يُسمى بالجمرك.

ويعود سبب تسمية السوق باسم “الجمرك”، كما كُتب على لوحة معلقة عند مدخل السوق، نسبة إلى أنه كان مركزاً للجمرك والمكوث في العهد العثماني حتى 1864 م حين تحول إلى سوق.

وفي محله لبيع الأقمشة في السوق، يرجع أبو عبدو ارتفاع أسعار الأقمشة إلى التكاليف المترتبة على التاجر.

ويشير إلى أن سوريا كانت تحتل مكانة متميزة بالألبسة النسيجية والأقمشة, “لكنها اليوم لم تعد كذلك لأن الحرب طالت جميع المنشآت الصناعية وأضرت القطاع النسيجي”.

ولا يذكر التاجر سعر أي متر قماش، ويعزو ذلك لارتفاع التكلفة بين الدقيقة والأخرى, “فلكل ساعة سعر معين”.

ويقتصر ذكره على أن سعر متر القماش الذي كان قبل عام يُكلف ثمانية آلاف ليرة تضاعف سعره ثلاث مرات على أقل تقدير، “فالعقوبات الاقتصادية تمنعنا من استيراد الأقمشة”.

وتختلف أسعار الأقمشة في “الجمرك” بحسب نوعها وجودتها، حيث يباع المتر الواحد من كريب ستوبا بـ25 ألف ليرة سورية، فيما يباع المتر الواحد من الجوخ بـ96 ألف ليرة، والمتر من الفيزو بـ32 ألف ليرة والكتان بـ 26500 ليرة.

ويشير أبو عبدو إلى أنهم لا يستطيعون البيع بنفس سعر التكلفة، “فأقمشتنا تكلفنا ثمناً باهظاً بدءاً من سعرها وأجور الشحن والضرائب وغيرها ما يجعلنا نرفع الأسعار”.

 إعداد: مرام المحمد – تحرير: سوزدار محمد