كوباني- نورث برس
يتوقع مزارعون في كوباني أن يكون إنتاج الزراعة البعلية (القمح والشعير) أقل من نصف إنتاج السنوات السابقة، في حال هطول أمطار جيدة خلال الشهر الجاري.
ويرجح هؤلاء أن يكون مصير الزراعات البعلية علفاً للحيوانات في حال لم تهطل الأمطار مرتين على الأقل خلال نيسان/ أبريل الجاري.
وفي قرية كوربينكار جنوبي كوباني، يقول محمود شيخو (81 عاماً)، إنه لم يشهد خلال سنوات حياته موسماً أسوأ من الموسم الحالي إلا في عام 1973، حيث سقطت الثلوج مرة واحدة خلال الموسم الزراعي ولم تهطل الأمطار وخرج المزارعون من الموسم خالي الوفاض.
ويشير المزارع الذي زرع ثمانية هكتارات بالشعير هذا العام، إن الأمطار التي هطلت خلال آذار/مارس الماضي، أعطت أملاً للزراعات البعلية في المنطقة، “لكن تلك الأراضي تحتاج إلى أمطار إضافية لتصل إلى مرحلة الإنتاج”.
وتتسبب قلة الأمطار الشتوية والخريفية هذا العام، بنقص نمو محصول الشعير والقمح وخاصة المزروعة بعلاَ في كامل مناطق شمال شرقي سوريا، بحسب مزارعين.
وبلغت مساحة الأراضي البعلية في إقليم الفرات هذا العام 163 ألفاً و541 هكتاراً، بحسب هيئة الزراعة في الإقليم.
فيما بلغت مساحة الأراضي المروية بحسب الخطة الزراعية، مئتان وخمسة وخمسون ألفاً وأربعمئة وسبعة وأربعون دونماً زراعياً، بحسب ذات المصدر.
ووفقاً لما ذكره عمر كنجو، الرئيس المشارك لهيئة الزراعة في إقليم الفرات، فإن 70 بالمئة من الأراضي الزراعية في كوباني تعتبر زراعة بعلية، وتحتاج إلى 400-500 ملم سنوياً لتعطي إنتاجاً جيداً.
وفي ريف كوباني الغربي، لم يتجاوز طول نبتة القمح في أرض عثمان بكي (73 عاماً)، ثلاثة أصابع ووضعها “سيئ”، بينما طول نبتة الشعير لم يتجاوز الإصبعين حتى الآن، بخلاف المواسم الفائتة، حيث يكون طول المحصول قد تجاوز الشبر في هذا الوقت.
ويتوقع “بكي” كما معظم مزارعي منطقته أن يصل إنتاج الأراضي البعلية وسطياً إلى 10 جوالات (أكياس) لكل هكتار هذا العام، بينما كان يتجاوز الإنتاج 20 كيساً في السنوات التي تشهد أمطاراً كافية.
وبينما يتأمل محصوله، يضيف المزارع السبعيني: “المحصول البعلي لا يصلح سوى للرعي إلا إذا هطلت أمطار”.
ولا يختلف حال الأراضي المروية كثيراً عن البعلية، إذ يتوقع مزارعون أن ينخفض الإنتاج هذا الموسم إلى نحو 20 أو 25 كيساً لكل هكتار، بعدما أن كان يتراوح بين 50 إلى 60 كيساً أثناء هطول الأمطار بالشكل الكافي.
وفي ريف كوباني الشرقي، لا يبدو الحال أفضل، حيث يصف محمود هوشان (55 عاماً) وضع الموسم الزراعي بـ”السي جداً”.
ويتوقع هو الآخر، أن لا يتجاوز إنتاج هكتار من الأراضي البعلية 10 أكياس، هذا في حال هطلت أمطار، “أما إذا لم تهطل الأمطار سيكون مصير المحاصيل الزراعية بيعها لمربي الثروة الحيوانية للرعي”.