محللون لـ "نورث برس" : تطورات إدلب تنعكس على ليبيا.. والجيش السوري قد يعيد إطلاق عمليته العسكرية

دمشق – نورث برس

 

ربط الخبير العسكري علي مقصود ما يحصل في شمال غرب البلاد من تطورات سياسية وميدانية بتطورات الملف الليبي وما يجري الاستعداد له من أجل عقد اتفاق بين الأطراف المتنازعة.

 

وأوضح "مقصود" الذي يقيم في العاصمة دمشق في حديث لـ "نورث برس"، أن تركيا حاولت أن تنفذ تعهداتها المتعلقة بالاتفاق الموقع بين الرئيسين الروسي والتركي مطلع آذار /مارس الفائت، بـ "التخلص من المقاتلين و إرسال أعداد كبيرة منهم إلى ليبيا".

 

 وأشار الخبير إلى أن هناك "تصادماً في مشاريع الدول في ليبيا وتغيراً في مواقفها، والذي يأتي تارةً لصالح المشير خليفة حفتر(قائد الجيش الوطني الليبي) وتارةً لصالح حكومة فائز السراج (رئيس حكومة الوفاق) وتارة لتحقيق تسوية سياسية بين الجانبين"، وفق قوله.

 

وتابع أن "تغير وتبدل المواقف التركية بإدلب، إضافة إلى الخروقات التي قامت بها المجموعات المسلحة والتي عطلت فتح  طريق حلب اللاذقية الدولي عبر تفجير جسرين, عدا عن تعطيلها لتحرك الدوريات المشتركة الروسية التركية، سمح في النتيجة لهذه الدول الاستفادة من الهامش الزمني  في تغيير مواقفها من أجل تحقيق توازن في الميدان الليبي والذي يجري التفاوض عليه في ألمانيا".

 

واعتبر مقصود، أن كل ما يحدث حالياً في إدلب وليبيا، يأتي في سياق تهيئة وتحسين كل طرف لأوراقه التفاوضية وذلك "قبل انطلاق العملية السياسية لأجل ليبيا"، مضيفاً أن "كل ذلك مرتبط بالمتغيرات على الساحة الدولية وبتداعيات وانعكاسات كورونا".

 

وحول مستقبل منطقة إدلب والاستهداف المتكرر الذي تعرضت له الدوريات المشتركة الروسية والتركية مؤخراً، أشار المحلل السياسي خالد المطرود من دمشق إلى امكانية عودة الحلول العسكرية في حال عدم تنفيذ تركيا لتعهدتها في إدلب، وفي حال فشل وقف الانتهاكات التي تقوم بها الفصائل في المنطقة.

 

وأوضح "المطرود" في حديث لـ "نورث برس" أن روسيا حينما وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، كان على مبدأ ما يمكن أخذه بالقوة يمكن أخذه بالسياسة أيضاً، لذا غلبت موسكو لغة التفاهم حينها وفسحت المجال للاتفاقات التي وقعت مؤخراً.

 

وحمل "المطرود" تركيا المسؤولية عن أية اعتداءات تطال الدوريات الروسية في المنطقة، مشيراً إلى أن روسيا ستطرق باب تركيا التي ترعى وتدعم المجموعات المسلحة التي تعطل تنفيذ كل الاتفاقات وهي التي تقوم بضرب دورياتها.

 

وأضاف "المطرود"، "بالطبع سيكون لروسيا موقف سياسي وسيتحول لعسكري إذا احتاج الأمر ولن يسكت الروس عن تجاوزات المسلحين, خاصة بعد وقف العملية العسكرية التي وصل بها الجيش السوري بدعم روسي نحو سراقب، ذلك أن الحكومة السورية أيضا كانت ترغب في إتاحة الفرصة للحلول السياسية".

 

وقال المحلل السياسي، إن "الروس يعلمون أن الجيش السوري سيستكمل عمليته العسكرية في إدلب وبدعم من الروس في حال تعثر تطبيق الاتفاقات الموقعة في الخامس من أذار/ مارس".

 

 وكان دوريتان مشتركتان روسية وتركية مشتركة قد تعرضتا، خلال الأسبوعين الفائتين، للاستهداف والرشق بالحجارة بالقرب من بلدة أريحا ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، وهو ما أجبر الطرفين التركي والروسي على توقيف مسير الدوريتين وعدم استكمالهما.

 

ويتضمن الاتفاق الروسي التركي الموقع في العاصمة الروسية موسكو في الخامس من آذار/ مارس الفائت تنفيذ وقفٍ لإطلاق النار، وبدء تسيير دوريات مشتركة بين الطرفين على الطريق الدولي، بدءاً من بلدة ترنبة غرب سراقب إلى قرية عين حور في ريف اللاذقية، وذلك تمهيداً لفتح الطريق الدولي حلب-اللاذقية، والمعروف بـ«M4» أمام حركة المرور.