خسروا مصادر عيشهم.. سوريون رحلتهم السلطات التركية قسراً إلى إدلب
إدلب– نورث برس
يحاول رؤوف الزير (38عاماً) وهو من سكان مدينة سرمدا، شمال إدلب، العودة إلى تركيا بعد أن تم ترحيله قسراً نهاية آذار/ مارس الماضي، إلى إدلب شمال غربي سوريا.
ويقول “الزير” إن إحدى دوريات الشرطة التركية في ولاية إسطنبول احتجزته أواخر الشهر الماضي، أثناء عودته من العمل، بحجة اختلاف مكان الإقامة المنصوص في “الكمليك” الخاص به.
ويتواجد نحو أربعة ملايين لاجئ سوري في تركيا، بحسب تصريحات مسؤولين في أنقرة.
ونهاية آذار/ مارس الماضي، أبلغت دائرة الهجرة العامة في العاصمة أنقرة، آلاف السوريين المقيمين في أراضيها والذين يحملون بطاقة الحماية المؤقتة بأن قيودهم توقفت بشكل كامل وألغيت الحماية المؤقتة الخاصة بهم.
ولكن الرسائل وصلت إلى كثير من الأسر السورية التي قامت بتحديث بياناتها في مراكز الهجرة وشعبة الأجانب وأنجزت كافة الإجراءات الإدارية المترتبة عليها.
وتكبد سوريون، قامت السلطات التركية بترحيلهم إلى إدلب، خسائر مادية بعد تركهم لأعمالهم ومشاريعهم وعائلاتهم مجبرين.
وتقوم السلطات التركية بترحيل كل سوري لا يحمل بطاقة الحماية المؤقتة أو أن تكون بطاقته غير محدثة، إلى الأراضي السورية، حيث تم الشهر الفائت ترحيل أكثر من 100 سوري إلى مناطق شمال حلب.
“خسائر كبيرة”
وبعد اعتقاله لمدة 48 ساعة وإجباره على التوقيع على العودة الطوعية، قامت السلطات التركية بترحيل “الزير” عبر معبر باب الهوى الحدودي، بحسب ما ذهب إليه في حديث لنورث برس.
ويضيف “الزير” إنه تعرض لخسائر وصفها بالكبيرة بعد ترحيله إلى إدلب، حيث يملك ورشة للخياطة كان قد افتتحها منذ قدومه إلى تركيا قبل خمس سنوات.
ويشير إلى أنه يستوجب عليه تسليم طلبات للتجار في قتها المحدد قبل عيد الفطر وإلا فإنه سوف يتعرض لخسارة “ستكسر ظهري” حيث سيفقد كل ما جناه في حال لم يستطع التسليم.
وبداية الشهر الماضي، تم ترحيل رامي المنور (28 عاماً) قسراً من مكان إقامته في مدينة مرسين التركية، وذلك بعد فترة اعتقال دامت أكثر من 72 ساعة.
ويقول “المنور” الذي يعمل في مهنة البناء الشاقة، إنه خسر نحو 12 ألف ليرة تركية (نحو ثلاثة ملايين ونصف ليرة سورية) عمل ستة أشهر، نتيجة ترحيله إلى إدلب قبل أن يستلم أجره من صاحب الورشة التي كان يعمل بها.
وكان “المنور” في ورشة العمل حين أقدمت دورية تابعة للأمن التركي على اعتقاله بحجة عدم وجود “إذن عمل” يمكنه من العمل بشكل قانوني، ليتم إبعاده عن زوجته وعائلته المؤلفة من ثلاثة أشخاص.
ويضيف الشاب العشريني، “لم يعد للسوريين أي حقوق أو كرامة”.
” أحلاهما مُر“
ويقول رائد القاسم (35عاماً) وهو أحد اللاجئين السوريين المرحلين من تركيا، إنه الآن بين خيارين “أحلاهما مُر فإما أن أقوم بالعبور بطريقة غير شرعية إلى تركيا، ولا أملك من المال شيئاً لدفعه للمهربين، وإما أن أستدعي عائلتي للعودة الطوعية إلى إدلب حيث لا عمل متوفر”.
ولم يكن “القاسم” المقيم في مخيمات دير حسان الحدودية شمال غربي، أفضل حالاً من سابقيه حين أقدمت السلطات التركية على ترحيله منتصف الشهر الماضي، لعدم وجود إذن سفر معه.
ويضيف إن عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص تعاني من ضيق الأحوال المعيشية، وهم الآن يعيشون أوضاعاً في غاية الصعوبة بعد أن غدوا دون معيل بعد ترحليه.
ويشير إلى أنه كان يتقاضى مبلغ 3000 ليرة تركية (نحو 600 ألف ليرة سورية) شهرياً بعمله في ورشة للموبيليا حيث خسر عمله ومصدر رزقه الوحيد.
ووصل عدد اللاجئين السوريين الذين رحّلتهم السلطات التركية من أراضيها خلال الشهر الماضي، إلى 1321 شخصاَ، بحسب إحصائيات إدارة معبر باب الهوى الحدودي.
وأمام هذا الحال، يرى محمد أصلان (45عاماً) وهو ناشط حقوقي مقيم في تركيا، أن ممارسات أجهزة الأمن والشرطة التركية بحق السوريين غير قانونية ومنافية لقوانين اللاجئين المعتمدة.
ويشير “أصلان” إلى أن اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا يتعرضون للاضطهادات والعنصرية على كافة الأصعدة، “حيث أنه لا قانون يحميهم ويصون كرامتهم”.
ويشدد الناشط الحقوقي على ضرورة تشكيل لجان حقوقية سورية “تمنع مثل هذه الانتهاكات التي تلاحق السوريين في بلاد اللجوء”.