مصادر لـ نورث برس: إسرائيل شنّت عدة هجمات “سيبرانية” ضد أهداف إيرانية في سوريا
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
كشفت مصادر مطلعة مقيم في "أراضي 48"، الخميس، عن أن هناك معارك "سيبرانية" جديدة (في العالم الافتراضي) تدور رحاها بشكل مستمر بين إسرائيل وإيران، بحيث يتم الإعلان عن بعضها والتكتم على البعض الآخر.
ووفق معلومات لـ"نورث برس"، فإن إسرائيل شنت هجمات إلكترونية غير تقليدية ضد أهداف عسكرية إيرانية في سوريا أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، وتنوعت هذه الأهداف بين غرف تحكم بطائرات دون طيار "درون"، وكذلك محاولات إيرانية لإنتاج صواريخ "دقيقة".
وأحدث "المعارك الجديدة" تمثلت بما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حيث قالت إن إسرائيل هي وراء هجوم سيبراني أدى إلى فوضى كبيرة في عمل مرفأ في مدينة بندر عباس جنوب إيران. وتبدو هذه العملية كرد على هجوم سابق نُسب إلى الإيرانيين ضد بنى تحتية للمياه في إسرائيل في نيسان/ أبريل الماضي.
بيدَ أنّ صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلت عن مصدرغربي تأكيده أن محاولة الهجوم الإيرانية المذكورة كشفتها منظومة الدفاع السيبراني في إسرائيل، وأن الهجوم لم يسبب ضرراً فعلياً.
وفي 7 أيار/مايو، عقد المجلس الوزاري المصغر جلسة طارئة، وكان في ذلك الوقت مشغولاً في الأساس بمحاربة فيروس "كورونا". لكنّ القناة الإخبارية الإسرائيلية "الثالثة عشرة" أوضحت أن النقاش خُصص لمحاولة الهجوم السيبراني الإيراني.
الواقع، أن السؤال الرئيسي هو: لماذا أرادت جهات إسرائيلية الكشف عن هذا الهجوم "السيبراني" عبر صحيفة "واشنطن بوست" ولم تبقيه سراً؟.
يرى المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أن هذا الكشف ليس صدفة. "طرف ما في الولايات المتحدة أو في إسرائيل أراد أن يُخرج الأمور إلى العلن لتعزيز الرسالة إلى الإيرانيين بأن المس بالمنظومات المدنية هو خط أحمر وحجم الضرر المتوقع جرّاء هجوم سيبراني يمكن أن يكون أقسى بكثير مما في إمكانهم التسبب به لخصومهم".
ويضيف هرئيل: "يجري تبادل الضربات السيبرانية في فترة ازدادت فيها التقارير عن هجمات جوية إسرائيلية موجهة ضد قوات إيرانية وميليشيات شيعية في سوريا.
ويضيف أن من المحتمل أن إيران وجدت نفسها في وضع متخلف نسبياً في مواجهة هجمات سلاح الجو، وخصوصاً بعد الاغتيال الأمريكي للجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير من هذه السنة، واختارت توسيع حدود الجبهة إلى المجال السيبراني".
ويرى هرئيل أن الهجمات السيبرانية يجب أن تكون تذكيراً ببعد جديد ومتطور في المواجهة مع إيران وحزب الله، على الرغم من أن مؤشرات أولى لها برزت قبل أكثر من /10/ سنوات، من خلال استخدام فيروس الكومبيوتر "Stuxnut" الذي عرقل تقدّم المشروع النووي الإيراني.
وفي ذلك الحين نُسبت العملية إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
ويرى مراقبون، أن أي تصعيد إقليمي مستقبلي يمكن أن يشمل أيضاً محاولات متبادلة لهجوم خطير على بنى تحتية مدنية، بواسطة هجمات سيبرانية، إلى جانب هجمات سلاح الجو (من جانب إسرائيل) وإطلاق صواريخ وقذائف (من جانب أعدائها).
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد كشفت أواخر نيسان / أبريل الفائت، عن الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها في سوريا خلال العام 2020، جاء في مقدمتها إخراج إيران من سوريا عسكريا قبل نهاية 2020، عبر تكثيف القصف على مواقع قواتها والمليشيات التابعة لها.