باعة بسطات في حلب: فقدنا مصدر رزقنا والحكومة ساهمت في فقرنا
حلب- نورث برس
يبحث محمد حبان (50 عاماً) وهو من سكان مدينة حلب، شمالي سوريا، عن فرصة عمل منذ عدة أيام يؤمن من خلالها قوت عائلتها وذلك بعدما صادرت بلدية حلب بسطته الخشبية المخصصة لبيع الخضراوات، ولكن “دون جدوى”.
يقول الرجل الخمسيني، وهو رب أسرة مؤلفة من تسعة أفراد، بنبرة استياء، إن “الحكومة تساهم في فقرنا وزيادة بؤسنا، خسرت نحو 500 ألف ليرة ثمن البضاعة والبسطة”.

وقبل عدة أيام، صادرت بلدية حلب أكثر من 200 بسطة مخصصة لبيع الخضراوات والفواكه في حي باب جنين الذي يتوسط مدينة حلب.
ويقع الحي بالقرب من قلعة حلب وهو ملاصق لحيي باب الفرج وباب أنطاكية ويشهد إقبالاً من السكان لشراء المواد نظراً لرخص أسعارها مقارنة مع باقي المناطق.
وخسر أصحاب البسطات مصدر رزقهم، ما تسبب بحالة استياء وخاصة أن إيجاد فرصة عمل أخرى أمر صعب للغاية.
ومنذ العام 2018، يعمل “حبان” على بسطة لبيع الخضراوات في باب جنين الذي يضم أحد أكبر الأسواق الشعبية خاصة لبيع الخضراوات والفواكه.
ويضيف “حبان” وهو في حيرة من أمره، “بسطتي المتواضعة كانت تعيل أسرتي رغم أن دخلها لم يكن كبيراً ولكن يبقى أفضل من البقاء بلا عمل”.
ويحدث ذلك في وقت تتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقراً بالعالم، بنسبة بلغت 82.5%، بحسب بيانات موقع World By Map”” العالمي، التي وردت في تقرير له في شباط/ فبراير العام الماضي.
وتعليقاً على الموضوع، يقول حسين منصور (36 عاماً) وهو مهندس في بلدية حلب بقطاع حلب القديمة، إن الحملة التي استهدفت إزالة البسطات في باب جنين كان هدفها “قمع المخالفات خاصة العربات والبسطات التي تقطع الشارع إضافة لتعديات أصحاب المحال على الأرصفة”.
ويشير المهندس إلى أن باب جنين بات “مكب نفايات حقيقي بسبب فوضى الباعة وانتشار المخالفات”.
ويضم باب جينين دوائر خدمية حكومية كالمصرف الزراعي والعقاري والمعهد الفندقي ويشهد ازدحاماً واكتظاظاً من قبل السكان والباعة.
ويرى “منصور” أن الحملة تهدف “لإعادة تنظيم الحي وإزالة المخالفات ولا نبغي محاربة الباعة والتضييق على أرزاقهم”.
ولكن عبد الناصر نعسان (33 عاماً) الذي خسر مصدر رزقه، يعارض كلام المهندس وخاصة أن الحكومة “تتغاضى عن مخالفات النافذين والكبار وتلاحق المساكين أمثالنا لتسحب لقمة الطعام من أفواهنا وأفواه أولادنا”.
وكان “نعسان” يملك بسطة مخصصة لبيع التفاح، ولكن تم مصادرة 300 كيلو غرام من التفاح، كما تم حجز عربته المخصصة للبيع.
ويرى البعض أن مصادرة البسطات أثرت أيضاً على السكان من موظفين حكوميين وعمال وغيرهم من ذوي الدخل المحدود الذين يرتادون باب جنين بغرض التبضع وخاصة أن أسعار المواد على البسطات تكون أقل من المحال التجارية.
ويقول “نعسان” وهو معيل لعائلته التي تتألف من والديه واثنتين من أخواته، إضافة لزوجته وطفليه، “اللقمة مغمسة بالدم، من الصباح حتى المساء كنت أجهد لكسب قوت عائلتي ولكن بت اليوم عاطلاً عن العمل”.