القامشلي- نورث برس
تحتل السيدة ماتيلدا ميخائيل صباغ منصب أول قسيسة في سوريا، والثّالثة في تاريخ السّينودس (المجمع الكنسي)، رغم أنّ قانون الكنيستين الرّومانية الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية يمنع أنّ تصعد المرأة إلى الهيكل، لتجنب الاحتكاك بين النّساء والرّجال في المحراب المقدس.
ولكن الكنيسة البروتستانتية (الإنجيلية) لا تأخذ بهذا، “لأنه لم يرد في الإنجيل، وإنما وُضع من قِبل تلاميذ السّيد المسيح ومن تلاهم”، بحسب مصادر مطلعة.
وفي الثّالث من نيسان/أبريل 2022، أعلن السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان، خلال حفل ترأسه القس جوزيف قصاب رئيس الكنيسة في البلدين، تقلد القسيسة منصبها في الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية في الحسكة، حسب تقارير صحفية.
والسينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان، هو مجمع الأساقفة المسيحيين، الذي يتم داخله تعيين أو إقالة رجال دين، وإصدار أمور دينية أخرى.
وذكرت صفحة الخدمات الرّوحية والاجتماعية لكنائس الحسكة على “فيسبوك” أنّ ماتيلدا أول امرأة تنال رتبةً كنسيّة في سوريا، والثّالثة في تاريخ السّينودس.

وأشارت الصّفحة في منشور آخر إلى حضور عدد من قيادات الطّوائف المسيحية وآخرون من الكنيسة الإنجيلية الوطنية، وعدد من الشّخصيات العامة والقيادية في سوريا، حفل التّنصيب.
وفي وقت سابق، قالت القسيسة الأولى في العالم للكنيسة الإنجيلية شمالي لبنان رولا سليمان، إنّ الطّائفة الإنجيلية تختلف عن الطّوائف المسيحية الأخرى، من حيث أنها تسمح بزواج القسيس لبناء عائلة مسيحية جديدة.
وبالنسبة للشيوخ الذين يُنتخبون من الهيئة العامة للكنيسة فلا يشترط عليهم دراسة اللاهوت وإنما يجب أن يخدموا الكنيسة فقط، وبالتالي يحق لهم العمل في مهنة أخرى وعدم التفرّغ التام للكنيسة، حسب “سليمان”.
كما وألِّفت “سليمان” كتاباً صادراً عن السينودس بعنوان “خدمة المرأة في الشرق الأوسط” أبرزت فيه حق المرأة في السّيامة الكهنوتية.
وذكرت “سليمان” في كتابها أنّ “المرأة تستطيع أن تُساهِم في الكشف وتسليط الضوء على التحيُّز الذكوري في الكتاب المقدس”.
وأشارت في موضع آخر إلى أنّ “المرأة أبطأ غضباً وأقل انفعالاً بشكلٍ عام، وهذا يساعدها على عدم اتخاذ قرارات سريعة والدّخول بنزاعات تسيء إلى الحياة وسلام الكنيسة”.
وتثير قضية رسامة المرأة قسيسة الجدل بين مؤيد ومعارض، ليس في سوريا ولبنان فقط بل في مصر أيضاً، إذ علقت الهيئة العلية للكنيسة الإنجيلية هذا القرار ست سنوات من الآن، ليعاد النّظر فيه مرة أخرى عام 2027.