تذمر مزارعين من قلة المحروقات المخصصة للأراضي الزراعية شرق الرقة

الرقة – نورث برس

في قرية مليحان 33 كيلومتر شرق مدينة الرقة، يتجولمحمد البشير (42 عاماً) بجانب أرضه ويتفحص محصوله من القمح متوقعاً إنتاجاً متدنياً لأرضه بسبب عدم سقايتها بكميات كافية من المياه تساعد المحصول على إنتاجٍ جيد مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويشتكي المزارعون في ريف الرقة الشرقي، من قلة كميات المازوت المخصصة للأراضي المروية، وخاصة تلك التي تعتمد على الآبار الارتوازية لري المحاصيل، في ظل قلة الهطولات المطرية وارتفاع درجات الحرارة.

وهذا العام، خصصت لجنة الزراعة في الرقة خمس دفعات من المازوت للموسم الزراعي، تتضمن كل دفعة خمس ليترات لكل دونم بالنسبة للأراضي التي تعتمد على استجرار المياه من مشاريع الري عبر القنوات الاسمنتية.

بينما يحصل الذين يملكون رخصاً لآبار ارتوازية على 20 ليتر للدونم في كل دفعة، بسعر 85 ليرة سورية لكل ليتر.

وأنهت لجنة الزراعة في الرقة حتى الآن توزيع الدفعة الثالثة من المازوت ويتم التحضير لتوزيع الدفعة الرابعة.

ويتوقع مزارعون في ريف الرقة الشرقي انخفاض إنتاج محصول القمح هذا العام، بسبب الاعتماد على كمية بذار وأسمدة قليلة، إلى جانب قلة كميات المازوت المخصص للري.

أراضٍ مزروعة بالقمح في ريف الرقة الشرقي – نورث برس/ أرشيفية

ويتخوف البعض أن لا يغطي الإنتاج، تكاليف الزراعة وهو ما سيعرضهم لخسائر تضاف إلى خسائر تكبدوها خلال الموسمين الماضيين بسبب الجفاف، في ظل عجزهم عن تأمين المازوت من السوق السوداء لارتفاع أسعاره.

ويتراوح سعر ليتر المازوت الواحد في السوق السوداء ما بين 1000 و1500 ليرة سورية.

ويقول “البشير” الذي يملك 44 دونماً من الأرض مزروعة بالقمح وتسقى عن طريق بئر ارتوازي قام بحفره منذ ما يقارب عامين، إن أسعار المازوت في السوق السوداء لا تتناسب مع تكاليف الزراعة وهو ما دفعه لعدم الشراء.

وتعتبر محاصيل القمح والقطن والذرة والخضراوات من أهم المحاصيل في الرقة، وتروى الأراضي الزراعية القريبة من نهر الفرات بشكل مباشر من النهر، فيما تروى باقي الأراضي من مشاريع الري عبر القنوات الإسمنتية أو الآبار الارتوازية.

ويحتاج المحصول الزراعي للري إلى ست مرات في هذه السنة بسبب الجفاف، بينما في السنوات السابقة كان يحتاج إلى أربع مرات، بحسب مزارعين.

ويطالب المزارعون في ريف الرقة الشرقي، لجنة الزراعة بزيادة كميات المازوت، وذلك في سبيل زيادة الإنتاج.

ولكن محمد الرجب وهو مدير مكتب التراخيص الزراعية في لجنة الزراعة بالرقة، قال إن “الكميات المخصصة للتوزيع تكون ضمن خطة زراعية عادلة لجميع المزارعين وضمن الإمكانات المتوفرة”. 

وتمنح لجنة الزراعة والري التابعة لمجلس الرقة المدني، الرخص الزراعية للمزارعين وفق خطة زراعية ترسمها اللجنة، تقدم من خلالها المحروقات والأسمدة والبذار، بحسب “الرجب”.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في الرقة نحو 400 ألف هكتار، تروي ١٠٠ ألف منها بالآبار الارتوازية، بينما تبلغ المساحات المروية من قنوات الري والأنهار نحو 300 ألف هكتار، بحسب لجنة الزراعة.

ومنذ بداية العام 2020، واجهت مناطق شمال شرقي سوريا ظروف جفاف سببها انخفاض كمية تدفق مياه نهر الفرات من الأراضي التركية وانخفاض معدل الهطولات المطرية، مما دفع أغلب المزارعين للاعتماد على الري عن طريق محركات الديزل والآبار الارتوازية.

وفي قرية أبو وحل 30 كيلومتر شرق الرقة، يشتكي محمد الطه (51 عاماً) هو الآخر من قلة كميات المازوت وتأخر توزيعها.

ويملك “الطه” أرضاً زراعية بمساحة 34 دونماً مزروعة بالقمح، واستلم الدفعة الثالثة من مخصصات المازوت بمعدل خمسة ليترات لكل دونم “وهي كمية قليلة جداً ولا تكفي لري الأرض كاملة”.

إعداد: عمار حيدر- تحرير: زانا العلي