القامشلي- نورث برس
قال مركز مكافحة الإرهاب الأميركي، إن المنظمات “الإرهابية” في شمال غربي سوريا، وخاصة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، تقوم باستخدام العملة الرقمية “بيتكوين” وتطلق عليها تسمية “عملة اقتصاد المستقبل”.
وأضاف المركز في تقرير موسع نشره في شهر آذار/ مارس الماضي، أن “الشبكات الإرهابية التي تستخدم العملات الرقمية في سوريا تميل إلى أن تكون أكثر تماسكًا أو مركزية من الشبكات التقليدية غير الرقمية التي تستخدم العملات التقليدية في البلاد”.
ومنتصف عام 2020، قامت هيئة تحرير الشام باستبدال الليرة السورية بالليرة التركية في مناطق سيطرتها في شمال وشمال غربي سوريا.
ولكن انهيار قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي أواخر عام 2021، إلى جانب التضخم الحاصل، أثر سلباً على المنطقة.
وأشار تقرير إلى أن “التنظيمات الإرهابية في شمال غربي سوريا تعتمد غالباً على مؤسسات مالية مختلفة، بما في ذلك البنوك وشركات الخدمات المالية ونظام الحوالة المسجل وغير المسجل، وشبكات البريد السريع وغيرها من التقنيات المالية، مثل منصات التمويل الجماعي”.
وهناك بعض المؤشرات على أن مكاتب تحويل العملات الرقمية في إدلب كان له تفاعلات مع كيانات مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أيضًا ، وفقاً للتقرير.
وأضاف أن الشبكات المالية تقوم بجمع الأموال ونقلها إلى الجماعات التابعة لتنظيم “داعش” في شمال شرقي سوريا أيضاً.
وكانت العائلات تقوم بإرسال الأموال إلى مخيمات اللاجئين عبر وكالات تحويل الأموال مثل Western Union و MoneyGram. لكن في الأشهر الأخيرة، امتنع الكثيرون عن استخدام مثل هذه الخدمات، مما دفعهم إلى اللجوء إلى العملة الإلكترونية بيتكوين.
وبيتكوين هي عملة مشفرة تم اختراعها في عام 2008 من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص مجهولي الهوية، عرفوا باسم “ساتوشي ناكاموتو”، بدأ استخدام العملة في عام 2009 عندما تم إصدار تطبيقها كبرنامج مفتوح.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة في التقرير الثاني عشر حول تنظيم “داعش” الذي نُشر مطلع 2021 على “تزايد استخدام العملة الإلكترونية في سوريا في الأشهر الأخيرة.
كما تطرقت تقارير أخرى إلى سعي عناصر “إرهابيين” أو أفراد من عائلاتهم إلى جمع الأموال عبر العملات الإلكترونية.
وحث مركز مكافحة الإرهاب الأميركي صانعي السياسات والباحثين المهتمين بالأمن على “مواصلة تطوير المزيد من الوعي حول استخدام العملات الرقمية لأغراض غير مشروعة وضرورة فهم كيف يمكن أن تؤثر الظروف المختلفة على اعتماد الإرهابيين للعملات الرقمية”.
وقال: “لتوسيع الجهود المبذولة لمكافحة أنشطة تمويل الإرهاب التي تشمل العملات الرقمية في سوريا وبلدان أخرى، يجب على أصحاب الشأن بمختلف قطاعاتها تتبع تكتيكات وتقنيات وإجراءات الجهات الشنيعة؛ والتواصل بشكل فعال مع الشركاء لكشف وتعطيل الشبكات الإرهابية”.