مديرية آثار عفرين: الانتهاكات التركية مستمرة بحق التراث الثقافي والمواقع الأثرية

ريف حلب – نورث برس

قال صلاح سينو، الرئيس المشارك لمديرية الآثار في عفرين، الثلاثاء، إن انتهاكات الدولة التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها بحق التراث الثقافي والمواقع الأثرية، مستمرة في عفرين بريف حلب الشمالي.

وأضاف “سينو”، لنورث برس، أنه “بحسب الشهادات التي تحصل عليها المديرية من داخل المنطقة والوثائق البصرية التي يحصلون عليها عن طريق برامج الجوجل تؤكد تعرض مواقع أثرية جديدة للتعدي والتخريب كانت مجهولة لدى مديرية الآثار التابعة للحكومة السورية ومديرية الآثار التابعة للإدارة الذاتية سابقاً”.

وذكر “سينو”، وهو باحث ومختص بعلم الآثار تخرج من جامعة دمشق عام 2001، أنهم قاموا بتوثيق موقع للمدافن القديمة الكلاسيكية والتي تعود باعتقادهم إلى الفترة الرومانية أو البيزنطية بحسب المداخل الرئيسية  للمدافن”.

ويقع الموقع الجديد شمال قرية مسكة الفوقاني في ريف ناحية جنديرس، وتم العثور عليها من قبل تركيا وفصائل المعارضة جراء عمليات القطع الجائر للأشجار الحراجية ضمن غابة الصنوبر في ذات المنطقة.

وأشار “سينو” إلى أنه “تم انتهاك حرمة المدافن والتعدي عليها وسرقة ونهب الأثاث الجنائزي المرافق للهياكل العظمية للأموات الذين كانوا مدفونين في تلك المقبرة”.

وقال إنهم “يعتمدون بشكل رئيسي في توثيقهم على الصور الفضائية خلال عامي 2021 – 2022”.

وعلل “سينو” أن تركيا تمنع دخول الإعلام أو البعثات العلمية التابعة للأمم المتحدة، بحسب ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الدولية، التي أشارت إلى حالة الفوضى وانعدام الأمن الذي لا يسمح بدخول محققي اللجنة والاطلاع على الجرائم التي تحصل على أرض الواقع.

وذكر أن “الصور تظهر تعرض أجزاء كبير من المواقع الأثرية في ناحية راجو وخاصة التلال الواقعة على الحدود السورية – التركية كتل كشور وتل حبشكو وموقع علبيسكي الأثري الذي تم اكتشافه عام 2015 للتخريب”.

وقال: “مساحة التخريب الذي تعرض له تل كشور عام 2019 كانت بحدود 25750 متر مربع أما في الصورة الجديدة تظهر توسعت مساحة التعدي بشكل كبير ووصلت إلى 83100 متر مربع”.

وكانت مساحة التخريب لتل حبشكو الأثري في العام السابق بلغت  11500 متر مربع أما في الوقت الحالي وصلت إلى  24000 متر مربع وشملت كامل التل كما وامتدت الحفريات إلى الأراضي المجاورة التي يسمونها بعلم الآثار المدينة المنخفضة، بحسب “سينو”.

ومنذ بداية الغزو التركي لمدينة عفرين في كانون الثاني/يناير 2018، وثقت المديرية تعرض 69 موقعاً اثرياً للتخريب و31 مزاراً لمختلف الأديان والمذاهب.

وتمت سرقة القطع الأثرية من كل المواقع وبيعت في السوق السوداء بعد تهريبها عبر تركيا إلى أوروبا، بحسب “سينو”.

وحمل “سينو” المجتمع الدولي مسؤولية تعرض المواقع الأثرية في عفرين للدمار والنهب، مشيراً إلى أن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقانون الدولي ينص على الكثير من البنود لحماية الآثار والتراث الثقافي الإنساني خلال النزاعات المسلحة.

وأضاف: “لكن هذا لم يلقى آذان صاغية لدى تركيا”، الأمر الذي شجعها مع الفصائل الموالية لها على تصعيد الانتهاكات بشكل عام وانتهاكات التراث الثقافي بشكل خاص.

ونوه أن تركيا والفصائل المسلحة تستهدف كل ما يتعلق بالتراث الثقافي الإنساني في عفرين، وهي محاولة لكتابة تاريخ جديد للمنطقة من خلال تغير أسماء الميادين والقرى والساحات واستبدالها بأسماء تركية.

إعداد: ناريمان حسو – تحرير: عدنان حمو