الغلاء في رمضان يقضي على “الدنانير المدّخرة” في جيوب اللاجئين السوريين بأربيل

أربيل- نورث برس

استقبل اللاجئون السوريون في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، شهر رمضان، في ظل ظروف اقتصادية قاسية، دفعتهم إلى تقنين احتياجاتهم خلال شهر الصيام، أو اللجوء إلى الاقتراض من أصحاب المحال التجارية داخل المخيمات.

ومع قلة فرص العمل، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، تعتمد معظم العائلات السورية في المخيمات بإقليم كردستان جزئياً على المعونات الأممية، لشراء احتياجات شهر رمضان، علماً أن هذه المساعدات تقلّصت خلال العامين السابقين.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت العديد من العائلات السورية إلى إقليم كردستان العراق، يعيش معظمهم داخل المخيمات في أطراف المدن، أما الباقي يقيمون ويعملون في مُدن الإقليم.

وتنتشر في أسواق مخيم “كوره كورسك” للاجئين السوريين، محلات الخضار والفواكه والعصائر واللحوم، لكن أسعار المواد الغذائية تكوي جيوبهم.

يقول محمد علي، وهو صاحب محل بقالة داخل المخيم السوري، إن “الدبس والطحينة والتمر واللبن، أكثر المواد الغذائية المطلوبة خلال شهر رمضان، لكن أسعارها ارتفعت مقارنةً بالعام الماضي”.

وسبب ارتفاع الأسعار عجزاً لدى العائلات عن تأمين ثمن وجبة الإفطار، ما أجبرها على اقتراض المال، أو الشراء بالدَين من أصحاب محلات الخضار واللحوم.

وأضاف “علي”: “كان مبلغ  100 ألف دينار عراقي ما يعادل نحو 70 دولار كافٍ لشراء مونة العائلة السورية لمدة شهرة كامل”.

ولكن اليوم معظم العائلات داخل المخيم تلجأ إلى الدَيّن لتأمين حاجات رمضان، “أصبح دفتر الديون ممتلئاً، فالناس لا تستطيع الدفع، لذلك تؤجله لبداية كل شهر”.

وارتفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار منذ العام الفائت بنسبة 22%، ما أثر سلباً على الوضع المعيشي لدى الكثير من العائلات وخاصة من يقبضون مرتبهم بالدينار.

ويفتقد السوريون في المخيم أيضاً، أجواء رمضان في بلدهم، في مقدمتها فوانيسه المضاءة، التي كانت تزّين شرفات منازلهم وشوارعهم، ومسحّر رمضان، أيضاً يشعرون بالحنين إلى مشاركة العائلة حول مائدة رمضان.

تقول نافية شيخو، وهي لاجئة سورية من مدينة القامشلي: “أجواء الصيام في المخيم تختلف عن سوريا، مائدة رمضان فارغة من زوارها، أشتاق لعائلتي وأصدقائي، كنا نقضي فترة الإفطار والسحور معنا، وكان الخير يعمّ مائدتنا”.

أما اليوم، فتجلس نافية شيخو وشقيقتها وحيدتان حول مائدتهما المتواضعة في المخيم (30 كم شمالي أربيل).

وتنشط حركة السكان في أسواق المخيم خلال شهر الصيام، حيث يرتبط الشهر بأمور يجب الإعداد لها مسبقاً مثل، شراء الأطعمة الخاصة والمشاريب الرمضانية كـ”قمر الدين والتمر هندي وخبز رمضان والمعروك” إلا أن المعروك أيضاً ارتفع سعره.

ومن المعروف في أسواق الإقليم تعتمد على نظرية العرض والطلب، إذ ترتفع أسعار المواد مع زيادة الطلب عليها، فمثلاً ارتفع سعر اللحوم بنسبة 10% خلال شهر آذار/ مارس الفائت، وهو شهر تكثر فيه الرحلات والتنزه وبالتالي زيادة الطلب على المواد.

ويصنع شيار فؤاد علي، وهو عامل في مخبز داخل المخيم، المعروك خصيصاً خلال شهر رمضان، لكن سعر القطعة الواحدة ارتفع إلى 1500 دينار عراقي ما يعادل (دولار و10 سنتات)، وهو ارتفاع طفيف عن السابق مقارنة بغلاء الحاجيات الأخرى، في محاولة التخفيف عن الناس ومساعدتهم خلال الشهر الفضيل”.

وتكاد السفرة الرمضانية لدى العديد من العائلات تخلو من الفواكه والحلويات التي تعتبر من أساسيات طقوس الشهر.

فيقول” شبلي عبدو”، وهو لاجئ سوري من محافظة الحسكة، إن الحلويات لا تدخل ضمن قائمة مواد رمضان، بسبب ارتفاع أسعارها أيضاً.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: هوزان زبير