خبراء روس يتفاءلون بالمفاوضات بين "قسد" والحكومة السورية وتركيا إذا تمت

اسطنبول ـ نورث برس

 

أعرب محللون روس عن اعتقادهم بأن المفاوضات في حال تمت بين قوات سوريا الديمقراطية وبين كل من الحكومة السورية وتركيا، ستكون إيجابية، الأمر الذي سيؤسس لمرحلة جديدة بالنسبة لكل الأطراف الكردية.

 

كلام المحللين الروسي يأتي تعقيباً على ما تحدث به قائد قوات سوريا الديمقراطية "مظلوم عبدي" في تصريحات لموقع "المونيتور" الأمريكي، فيما يخص التقارب والتفاوض مع الحكومة السورية وتركيا.

 

وقال الصحفي الروسي المختص في أوضاع الشرق الأوسط "دينيس كوركودينوف" لـ "نورث برس"، إن " بناء عملية تفاوض بين قوات سوريا الديمقراطية والمسؤولين الرسميين بدمشق يثير توقعات ببدء تشكيل نموذج جديد للموقف تجاه الحركة الكردية".

 

وأضاف، "يوضح تطور جائحة فيروس كورونا في سوريا أن تمويل العديد من المشاريع العسكرية بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية من الولايات المتحدة ودول أخرى كان صعبًا، وتم استخدام الأموال المجانية أولاً وقبل كل شيء لإزالة العواقب الاقتصادية السلبية المرتبطة بالفيروس التاجي".

 

وأشار إلى أنه "لذلك أصبحت كلمات الجنرال مظلوم عبدي حول ضرورة بدء عملية تفاوض مع موسكو ودمشق وأنقرة مبررة تمامًا، من أجل محاولة الحفاظ على موقف قوات سوريا الديمقراطية، وتجنب الهجر الجماعي للعسكريين بسبب نقص التمويل".

 

ورأى أن "هذا التصريح الذي أدلى به عبدي، من بين أمور أخرى،  يشهد على استعداد الكرد السوريين للاعتراف بأنهم جزء من سوريا واحدة ويسمح لنا بالأمل في تسوية سلمية للمشكلة الكردية".

 

وكان عبدي قال إنه " كلما اتخذت تركيا خطوة إيجابية تجاه الكرد في سوريا فسيكون لها تأثير إيجابي على الكرد في تركيا".

 

وأشار إلى أنه "لسنا طرفاً في الصراع داخل تركيا, المشكلة الكردية هنا هي مشكلة سوريا الداخلية، ويمكننا المساعدة في حلها بمساعدة جميع البلدان المشاركة حالياً في سوريا بما في ذلك تركيا، لكن في النهاية يجب التفاوض على ذلك مع الحكومة في دمشق فكلنا سوريون وأنا واثق من أننا نستطيع ذلك".

 

وقال الخبير الروسي إن "النشاط المتنامي لتنظيم (داعش) على خلفية الوباء واحتمال حدوث اضطرابات اجتماعية بسبب الإجراءات التي تتخذها الحكومات الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، كل هذا يخلق فرصة لقوات سوريا الديمقراطية لجذب انتباه كبير من المجتمع الدولي كقوة قادرة على أخذ الالتزامات بالقضاء على التهديد الإرهابي ومنع الاضطرابات".

 

ورأى أنه "في هذه الأثناء وبسبب الأزمة الاقتصادية العالمية شكّلت قسد اقتناعًا واضحًا بأن مستقبلها الآن يعتمد كليًا على مصالح دمشق وأنقرة وموسكو، والتي من الضروري التفاوض معها".

 

وقال إن "إمكانية الاعتراف بالكرد السوريين كجزء من سوريا وإقامة علاقات مع تركيا من أجل إقامة نظام لوقف إطلاق النار من خلال وساطة موسكو، تفتح فرصًا جديدة للقيادة العسكرية "لقوات سوريا الديمقراطية"، أولاً، يحل مشكلة التمويل، وبفضلها يمكن للكرد السوريين الحفاظ على مواقفهم وحل مشاكلهم الداخلية، وثانيًا، يضمن الأمن في شمال سوريا ويقلل من احتمال شن هجوم تركي".

 

ومن ضمن ما تحدث به عبدي في لقائه مع "المونيتور" أن "الوحدة الوطنية الكردية مطلب ضروي ومسألة هامة للغاية، ونحن من جهتنا ندعم ذلك، وكذلك على المجلس الوطني الكردي والقيادة السياسية في كردستان العراق أن تدعم هذه الجهود".

 

في حين رأى مراقبون أن تصريحات عبدي تدل على أنه مستعد للتعاون مع جميع الأطراف بما يخدم القضية الكردية.

 

من جهته رأى الخبير في الشؤون الروسية " تيمور دويدار" في حديث لـ"نورث برس"، أنه "من حيث المبدأ موسكو تسعى إلى حل المشكلة العسكرية القائمة في سوريا وتتفاوض مع كل الأطراف، ولكن بالنسبة لقسد فهي طرف في الصراع وتشكل هاجساً بالنسبة للجانب التركي".

 

وأضاف أن "موضوع الثقة بالنسبة  لتركيا تجاه قسد فهي ليست بمحلها، ولم تفعل قسد الكثير لكسب الثقة، وإن كانت هناك فعلا نوايا جدية فاحتمال كبير للغاية بعد تنفيذ شروط معينة وبعد الحوار مع الشركاء في تركيا والحوار مع دمشق، ربما ستكون هناك نتيجة إيجابية".

 

وختم الخبير الروسي بالقول، إنه "دعنا لا ننسى أيضا أنه لو نظرنا للشأن الكردي داخل سوريا بالنسبة لقسد فيجب أن يكون له وضع كموضوع  شامل وليس كطرف من الأطراف الكردية".

 

وكان عبدي كشف في حديثه عن إجراء محادثات مباشرة مع تركيا في الماضي، وقال "نحن على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى"، مؤكداً "نحن نريد السلام، وأن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على الوساطة في السلام بيننا وبين تركيا".