ركود في أسواق دمشق وحلب أول أيام رمضان

دمشق/ حلب ـ نورث برس

شهدت أسواق دمشق وحلب، مع أول أيام شهر رمضان، الذي صادف أمس السبت، تراجعاً نسبياً في حركة التجارة، مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بسبب الارتفاع الحاد للأسعار وضعف القدرة الشرائية للسكان، في ظل غياب حلول جذرية لحكومة دمشق، لمواجهة الأزمة الاقتصادية.

وتشهد سوريا عادةً ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية في شهر رمضان بنسب طفيفة، إلا أن الزيادة هذا العام كانت بنسب تتراوح بين 25 إلى 35%، بحسب السكان.

ويقول غالب محمد (52 عاماً)، لنورث برس، وهو اسم مستعار، لصاحب محل للحلويات في سوق البزورية بدمشق، في السابق “كان محلي يشهد طوابير طويلة، وتسابقاً من أجل شراء السكاكر والحلويات المتنوعة، ولكن اليوم أفتقد هذا المشهد”.

وأضاف، أنَّ الركود الاقتصادي في البلد، جاء نتيجة تراكمات الأحداث السياسية والعسكرية التي تشهدها سوريا منذ عام 2011، والتي أعقبها قانون “قيصر” وانتشار وباء كورونا الذي شل اقتصاد البلد، على مدار العاميين الماضيين.

ومن جهته، قال وليد حافظ (33 عاماً) من سكان حي الصالحية بدمشق، لنورث برس، إنّ الغلاء الفاحش تسبب بغياب الطقوس الرمضانية المعتادة.

وعزا “حافظ” سبب غلاء الأسعار إلى الحكومة السورية وسياستها الاقتصادية الخاطئة، وعدم سيطرتها على السوق والسماح للتجار بالتلاعب في الأسعار.

وأشار، إلى أن رمضان هذا العام، يبدو مختلفاً عن السنوات السابقة، فالناس يدخلون السوق ويخرجون بأياد فارغة، وإن اشتروا شيئاً فإنه قليل بعكس ما اعتادوا على شرائه في مثل هذه الأيام”.

ويتوقع سكان في حلب ودمشق، أن الركود الاقتصادي في سوريا لن يتعافى إلا بعد عشرة سنوات على أقل تقدير.

وتحدث سكان في حلب عاصمة الصناعة في سوريا، لنورس برس، أنَّ حركة الأسواق كانت خجولة خلال اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، ولا سيما في أحياء حلب النائية، التي لم تشهد الإقبال المعهود لتداول المواد الغذائية الأساسية على موائد رمضان.

وقال شهود عيان لنورث برس في حلب، إن الازدحام الوحيد كان من نصيب الأفران مع بداية الشهر، فالسكان يركزون على مادة الخبز كمادة أساسية وخاصة ذوي الدخل المحدود الذين يعتبرون مادة الخبز أولى من اللحوم والطهي.

واعتاد السوريون، على التهيؤ لشهر رمضان بتسوق الأنواع المختلفة من اللحوم والعصائر والفواكه والخضراوات والحلويات، وكل ما يُزين مائدة الإفطار في هذا الشهر، إلا أن هذه التحضيرات تغيب هذا العام، بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة.

والخميس الماضي، قال رئيس لجنة سوق البزورية في الزبلطاني، محمد نذير السيد حسن، لصحيفة “الوطن”، شبه الرسمية، إن “نسبة الإقبال على شراء المواد الغذائية من السوق لا تتجاوز 5% مقارنة بالأسبوع السابق لشهر رمضان الفائت”.

وأضاف، أن السوق يعاني حالة جمود غير طبيعية سببها “ارتفاع أسعار المواد من جهة وعدم توفر بعضها من جهة أخرى يضاف إلى كل ذلك ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك”.

وسيمر العيد على السكان بشكل أسوأ من بداية رمضان، إذا بقيت الحركة التجارية على هذا المنوال وسيكون انعكاسها أقوى على المستهلك. بحسب رئيس لجنة سوق البزورية.

ويرى سكان أن الارتفاع الحاد في الأسعار لن يتراجع ببعض الإجراءات الروتينية التي تتخذها حكومة دمشق، “بل لا بد من حلول جذرية، تعمل على مكافحة الاحتكار والمضاربة في السلع والمواد الغذائية”.

إعداد:  ياسمين علي/ معتز شمطة  ـ  تحرير: سلمان الحربيّ