إسرائيل تُصعّد حراكها الأمني والسياسي لإخراج إيران من سوريا مع نهاية العام
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
عاد الحراك الإسرائيلي بشأن الملف السوري سواء الأمني أو السياسي إلى وتيرته المتصاعدة في الآونة الأخيرة، في محاولة لإخراج إيران من سوريا مع نهاية العام الجاري.
ويعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، اجتماعاً له عند الخامسة من مساء اليوم الخميس، في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للمرة الأولى منذ شهرين؛ بغية نقاش موضوعين رئيسين، وهما: الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا وجهود صفقة التبادل مع حركة "حماس".
وللدلالة على عودة النشاط السياسي الأمريكي بشأن الملفات الإقليمية بعدما خفت نتيجة الانشغال بجائحة "كورونا"، فإن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيصل إسرائيل الأسبوع المقبل في زيارة خاطفة تستغرق أقل من /24/ ساعة، هي الأولى له خارج بلاده بعد اندلاع أزمة "كورونا".
وسيناقش بومبيو مع نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين تطورات المشهد السوري والموضوع الإيراني، إضافة إلى قضية فرض "السيادة الإسرائيلية" على مناطق في الضفة الغربية والأغوار.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة وتقيم في "أراضي 48" لـ"نورث برس"، أن الحراك الإسرائيلي والأمريكي يزداد حالياً في سياق استراتيجية ثُنائية تطمح لإخراج إيران كُلّياً من سوريا مع نهاية هذا العام.
وبحسب هذه المصادر، فإنه يتم الاعتماد في هذه الاستراتيجية على ثلاثة عوامل؛ الأول إنهاك إيران اقتصادياً وامنياً جراء العقوبات الأمريكية وجائحة "كورونا"، والثاني الضربات الإسرائيلية المستمرة في سوريا، والثالث الحوار السياسي الذي تجريه واشنطن وتل أبيب مع روسيا ومقايضة الاستقرار في سوريا وإعادة الإعمار بخروج إيران.
ومن ناحية ثانية، تشير المعطيات أن الهجوم الجوي الذي استهدف مؤخراً مركز الأبحاث العلمي "السفيرة" الموجود في الجنوب الشرقي من مدينة حلب في سوريا، هو السادس المنسوب إلى سلاح الجو الإسرائيلي في الشهر الأخير، والرابع في الأسبوعين الأخيرين.
وتقول صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الهجوم الأخير كان هدفاً خاصاً بالحكومة السورية بالدرجة الأولى، مشيرة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، عاد ما أسمته "التهديد الكيميائي" ليكون راهناً أيضاً بالنسبة إلى إسرائيل التي ترى في استمرار تطويره دافعاً كافياً لمهاجمته، وأيضاً مهاجمة أهداف سورية بارزة لا تدخل بصورة مباشرة ضمن تمركز إيران أو حزب الله في سوريا.
عملياً، في الأشهر الأخيرة نُسب إلى إسرائيل عدد من العمليات ضد محاولات قوات الحكومة السورية استعادة قدرات في السلاح الكيميائي التي تضررت كثيراً نتيجة الحرب في سوريا، وفقاً لصحيفة "معاريف".
وفي إسرائيل، تزعم الدوائر الأمنية أنها لاحظت إلى جانب التوجه نحو محاولات التطوير المستجدة لسلاح كيميائي، أنه في أعقاب معطيات تدمير هذا السلاح، وبعد الضغط الأمريكي والتهديد المبالغ فيه بغزو عسكري، بقيت قدرة أكبر من تلك التي قُدرت سابقاً.
وترى تقديرات استراتيجية في إسرائيل، أن التعاون الوثيق المتزايد في السنوات الأخيرة بين قوات الحكومة السورية وحزب الله كان له تأثيره العميق في الجيش السوري وإعادة بنائه، ربما بصورة أكبر من الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب هذه التقديرات فإنه حدث ذلك بصورة خاصة بعد اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في العراق، معتبرة أن "الحلف بين الجيش السوري وتنظيم حسن نصر الله يطرح أيضاً احتمال أنه أيضاً يجري تنفيذ مشاريع مشتركة في منشآت تطوير عتاد عسكري وصناعات أمنية مثل (السفيرة)، بينما الجهد الأكبر لحزب الله يوظَّف في محاولة تطوير ترسانة صواريخ دقيقة مع قُطر إصابة للهدف يقل عن عشرة أمتار"، كما جاء في الأروقة الاستخباراتية الإسرائيلية.