معارضون سوريون لـ نورث برس: لا عمليات عسكرية بإدلب والحل السياسي هو الأقرب

إدلب – نورث برس

 

استبعد معارضون سوريون احتمالية حدوث أية عمليات عسكرية جديدة في مناطق شمال غربي سوريا في المرحلة الحالية، مرجحين التوجه نحو حل سياسي للأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو 10 أعوام.

 

وقال المعارض السوري "ميشيل كيلو"، في حديثه مع "نورث برس"، إن "لا أحد يعلم بمضمون المفاوضات التي حصلت منذ شهر ونصف بين تركيا وروسيا، إضافة إلى الأمريكيين، لكن من الواضح أنه لن يحصل هناك خرق لوقف إطلاق النار في مناطق شمال غربي سوريا"، بحسب تعبيره.

 

واستبعد أن تعود العمليات العسكرية إلى منطقة خفض التصعيد في الوقت الحالي، متوقعاً أن تكون "مؤقتة" في حال حدوثها،  وناتجة عن عدم رضى الروس من الموقف التركي تجاه "هيئة تحرير الشام" ووجودها في المنطقة.

 

وقال إن هيئة التحرير حاولت مؤخراً فتح معبر مع مناطق سيطرة الحكومة السورية مقابل فتح الطريق الدولي M4 ، واصفاً ذلك بأنه "خيانة علنية تقوم بها هيئة التحرير ومد يد العون للنظام السوري"، بحسب تعبيره.

 

وأضاف "كيلو" أنه في حال حاولت الحكومة السورية خرق الاتفاق بضغط من الإيرانيين، سيخلق ذلك معضلة حقيقية، في ظل تواجد حشود عسكرية تركية كبيرة في المنطقة.

 

ولفت إلى أن عودة تركيا إلى حدود سوتشي  لم تعد مطروحة، لأن الحل السياسي هو الأمر المطروح في الوقت الحالي.

 

ويرى المعارض السوري أنه لا توجد نية لعمل عسكري إلا في حالة واحدة مستبعدة الحدوث، "وهي انهيار المفاوضات، وهذا يعني حصول عمل عسكري ضخم، وروسيا غير قادرة على تحمل نتائجه".

 

وقال إن "المفاوضات تجاوزت موضوع إدلب وأصبحت تدرس الحلول السياسية الموجودة وهذا ما يعني تخطي مرحلة العمليات العسكرية والتغيرات على الأرض".

 

ويستند المعارض في رأيه الأخير إلى ما صدر من تصريحات روسية من أنهم "باتوا غير قادرين على إعادة النظام إلى كافة المناطق السورية" بالإضافة إلى تصريح أمريكي اعتبر أي تحرك في منطقة إدلب يعني "تغيراً استراتيجياً بمعنى أنه لا نسمح لأحد بالاقتراب من هذه المنطقة"، بحسب تعبيره.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد أمس الاثنين، الحكومة السورية في حال "عدم التزامها بالاتفاقات التي عقدها مع داعميها وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا".

 

وفي الخامس من آذار/ مارس الفائت، أعلن الرئيسان أردوغان وبوتين توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، واتفقا على إنشاء ممر آمن على عمق ستة كيلومترات شمال الطريق الدولي M4 وستة كيلومترات جنوبه.

 

قادة الفصائل لا يثقون بتركيا

 

من جهته قال "محمد أبو مصطفى"، وهو قائد ميداني في الجبهة الوطنية للتحرير، إن ضباطاً أتراك أكدوا لهم عدم حدوث أي "عمل عسكري في المنطقة حالياً".

 

وأضاف أن تركيا لن تحاول بدء أي عمل عسكري مع الحكومة السورية، طالما لم تقدم الأخيرة على خرق الهدنة ولكنها في حال حاولت، "فسوف يكون ردنا بكل بقوة"، بحسب تعبيره.

 

وأضاف "أبو مصطفى" أن النقاط التركية المحاصرة لا تزال مجهولة المصير "ولكن هناك أخبار تشير إلى حدوث متغيرات في الوقت القريب".

 

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، حشدت تركيا آلاف الآليات العسكرية، بالإضافة إلى آلاف الجنود والعتاد العسكري المتطور، من ضمنه مضادات للطيران والدبابات.

 

ويرى القيادي الميداني أن تركيا تتحرك في منطقة إدلب "بكل أريحية وبدون خوف" ما "يدل على أنهم مطمئنون من عدم حدوث شيء في الأيام القريبة المقبلة"، وفقاً لقوله.

 

ويؤكد أن الفصائل المسلحة بإدلب مغيّبة بشكل كبير عن حقيقة الاتفاق التركي الروسي وعن تواجد القوات التركية على الأرض، لذا لا يزال مصير المنطقة الجنوبية من ريف إدلب وسهل الغاب من ريف حماة مجهولاً بالنسبة لهم.

 

وأشار إلى أن هذا التغييب "يجعل قادة الفصائل لا تثق لا بالحكومة السورية ولا بتركيا وهم على استعداد دائم لأي أمر طارئ".

 

وفي 22 نيسان/ أبريل الفائت، عقد وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، اجتماعاً افتراضياً لـ "صيغة أستانا". مؤكدين على ضرورة مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى بشأنها، لعقد قمة سادسة في إطار عملية أستانا بعد تطبيع الوضع مع فيروس "كورونا".