تعد الزيارة التي قام بها وفد مشترك من الخارجية الأميركية (ايثان غولدريتش: نائب مساعد الوزير لشؤون سورية – جينفير جافيتو: نائب مساعد الوزير لشؤون العراق) ومجلس الأمن القومي (زهرة بيل : رئيسة مكتب سوريا والعراق) برفقة المسؤولين عن الجيش الأميركي بمنطقة شمال شرقي سوريا وذلك لقيادة مسد وقسد رسالة واضحة من الإدارة الأميركية باستمرار دعم الإدارة الذاتية وخصوصاً أنها مترافقة مع استثناءات لمنطقة الشمال السوري من قانون قيصر مما سيتيح إمكانية قدوم استثمارات للمنطقة وخلق فرص عمل.
الاستنتاج المهم أيضا من تشكيلة الوفد أن الإدارة الأميركية تربط ملفي سوريا والعراق مع بعض من حيث ( داعش – الإرهاب –خطوط التواصل بين إيران ودمشق – المصالحة الكردية بين الإدارة الذاتية وإقليم كردستان العراق – خطوط التجارة الدولية لمنطقة الإدارة الذاتية) وهنا يجب على القيادات الموجودة بتلك المنطقة التقاط هذا الأمر والبناء عليه بأن تكون القرارات والتخطيط الاستراتيجي للمنطقة يلحظ هذا الأمر ويسير باتجاه تطوير العلاقات مع كردستان العراق ومع المجلس الوطني الكردي ومكونات المنطقة – وبناء علاقات مع الشمال الغربي.
بعد زيارته للإدارة الذاتية تواجد السيد ايثان غولدريتش في جنيف لمتابعة جلسات الجولة السابعة لمفاوضات اللجنة الدستورية والتي كان قد أعلن عدة مرات سابقاً أهمية توسعة التمثيل السياسي للمشاركين بها، ولكن ما فاجأ الجميع بجنيف هو اصرار النظام السوري على تناول قضايا اشكالية ليس هذا هو وقتها المناسب وتقديمها مترافقة مع عبارة (كلُ غير قابل للتعديل) أي لا يمكن مناقشتها أو تعديل أي جزء منها؟، رغم أنها تتضمن أموراً كانت في صلب نقاشاته التي جرت بدمشق مع قيادات مسد من مثل إصرارها على (أن تكون اللغة العربية اللغة الرسمية الوحيدة – اسم الجمهورية العربية السورية – الشعار والنشيد الوطني الحالي).
وهنا تبرز أهمية أن يكون هناك فريق تفاوضي قوي لدى طرف المعارضة السورية يتمكن من مواجهة طروحات وفد النظام وإذا ما عرفنا أن مرجعية اللجنة الدستورية من ممثلي المعارضة هي هيئة التفاوض السورية والتي لم تجتمع أبداً منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019 فإننا سندرك أن الأمر شائك، وتلوح هنا مشكلة جديدة أيضاً إذ أنه في نهاية حزيران/ يونيو تنتهي ولاية رئيسها الاستاذ أنس العبدة وحينها ستضطر الهيئة لاختيار شخص جديد وقد يكون من المناسب إذا لم تتفق مكونات الهيئة على الاجتماع واختيار رئيس لها أن يتم التوافق على شخصية توافقية من خارجها ويفضل أن تكون سيدة لرئاستها لفترة انتقالية يتم فيها حل القضايا العالقة والتي تعيق الاجتماعات مما سيقوي الهيئة وفريقها واستشارييها، فالغزو الروسي لأوكرانيا سيغير كثير من الاصطفافات الدولية وسيحرك موجة كبيرة ستصل تباعاً بشكل أكبر لمنطقتنا، هذه الموجة لا تحتمل المواقف الحيادية وتحتاج لخبرة وحنكة في التعامل معها لأن كل اللاعبين الدوليين فيها موجودين على الأراضي السورية والتي يجب أن يجهد جميع السياسيين السوريين للتعاون للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر وأكبر الأرباح لسوريا كبلد واحد مستقل ولشعبه الذي يستحق الحرية.