خبير في الشؤون التركية: فشل اتفاق بوتين أردوغان سيفضي إلى تصفية المعارضة في إدلب

دمشق – نورث برس

 

قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون التركية، سركيس قصارجيان، لـ"نورث برس"، إن المشاكل التي تتعرض لها الدوريات التركية والروسية المشتركة خلال محاولتها فتح الطريق الدولي حلب- اللاذقية، ناتجة عن تنافر المصالح في تلك المنطقة.

 

ورجح "قصارجيان" أن تسير الأمور نحو اشتباك بين القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التي تمثلها وتعتبر ضامناً لها.

 

ويرى أنه "في النهاية سوف تصل هذه الدوريات إلى اللاذقية وستكمل عملها لأن الاتفاق الحاصل لن يسمح لتركيا بالانسحاب والالتفاف عليها".

 

وكانت القوات التركية المصحوبة بعناصر من الفصائل المسلحة، قد حاولت في السادس والعشرين من نيسان / أبريل الماضي، فض اعتصام لسكان من إدلب ومقاتلي فصائل المعارضة بالقوة، بعد رفضهم مرور الدوريات العسكرية الروسية، ما أسفر عن فقدان شخص على الأقل لحياته وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

 

ودارت لاحقاً اشتباكات بين القوات التركية والمعتصمين رفقة فصائل المعارضة المتواجدين على الطريق الدولي (M4)، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص أحدهما عنصر من فصائل المعارضة، والآخر من سكان المنطقة، إضافة لإصابة خمسة آخرين، بحسب مصادر ميدانية.

 

وأوضح قصارجيان أن فشل الدوريات يعني فشل تطبيق اتفاقية الخامس من  آذار / مارس، التي عقدت في موسكو بين بوتين وأردوغان، ما سيفتح الباب أمام عملية عسكرية .

 

وأضاف المحلل السياسي أن هناك خطة بديلة سورية روسية إيرانية، ولا يمكن الحديث عن إعادة إعمار أو خريطة سياسية قادمة دون عودة إدلب لسيطرة الحكومة السورية في دمشق، لذا السيناريو العسكري هو الوحيد في حال فشل اتفاق الخامس من أذار / أبريل.

 

وكانت قوات الحكومة السورية قد سيطرت بداية العام الجاري على مساحات واسعة في منطقة خفض التصعيد بشمال غربي سوريا، إلى حين إعلان اتفاقية وقف إطلاق النار في الخامس من أذار / مارس الماضي.

 

واعتبر "قصارجيان" أن الدور التركي هنا يظهر بوضوح ويكشف مستقبل المجموعات المسلحة سواء الأسيوية الراديكالية أو العربية والمحلية المتواجدة على امتداد طريق /M4/ الدولي وقرب ريف اللاذقية, "ففي العلن لا يوجد لها غطاء أو شرعية".

 

وتابع "قصارجيان" أنه في حال اتخذ الجيش السوري بدعم الروسي قرار فتح المعركة لاقتلاع هذه الفصائل الراديكالية، فإن القرار لن يصطدم بمعارضة دولية، بل على العكس قد يشهد تأييداً لكون تلك الفصائل محظورة دولياً ومصنفة تحت بند الإرهاب.

 

وقال: "لا يوجد لهذه المجموعات أي غطاء، كما أن العالم يعي خطرها العابر للحدود الذي قد يصل لأوروبا وأمريكا, والسيناريو الأقرب للواقع هو تصفيتهم في الجغرافيا السورية."

 

وأكد الخبير في الشؤون التركية سركيس قصارجيان، أن البعض يتحدث عن نية تركيا استغلال فصائل المعارضة في جبهات أخرى مثل ليبيا وغيرها، إلا أنها تبقى صعبة التحقيق والسيناريو الأقرب هو إنهاء تواجدهم بعملية عسكرية متعددة الأطراف و ربما بمشاركة تركية.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن أن القوات الروسية والتركية ستُسيران اعتبارا من الخامس عشر من شهر آذار/ مارس دوريات مشتركة على طريق /M4/ السريع الذي يشكل محورا استراتيجيا يعبر منطقة إدلب.

 

وكانت القوات التركية والروسية، الجمعة الماضية، قد أوقفت لأسباب مجهولة، تسيير دورية مشتركة على طريق /M4/ الدولي، كانت من المقرر أن تصل إلى بلدة النيرب بريف إدلب الجنوبي.