وزارة الهجرة العراقية تكشف لنورث برس آلية إعادة رعاياها من مخيم الهول
أربيل ـ نورث برس
كشفت وزارة الهجرة العراقية، الأحد، عن آلية إعادة رعاياها من مخيم الهول شرق الحسكة، بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، فيما شددت على حث المجتمع الدولي على القيام بالمثل نظراً “لخطورة” المخيم.
ويعتبر العراق من أوائل الدول التي باشرت بخطوات إعادة رعاياه من مخيم الهول الذي يقع شرق مدينة الحسكة بالقرب من الحدود العراقية ويضم آلاف العائلات والمحتجزين من عشرات الجنسيات، التي انضمت لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وينتقد مسؤولون في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أداء الدول لاستعادة رعاياها من عائلات عناصر تنظيم “داعش”.
وقال علي عباس المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية لنورث برس، إن قضية مخيم الهول مهمة جداً وقد أولت الوزارة والحكومة اهتماماً كبيراً به باعتباره يحوي ما يقارب 31 ألف شخص من الجنسية العراقية.
ويوجد في المخيم 23676 طفل تحت سن الثامنة عشر، من الجنسية غير السورية، غالبيتهم من الجنسية العراقية، كما يضم نحو 56 ألف شخص منهم 36 ألفاً دون سن الثامنة عشر، وفقاً لتصريح مديرة المخيم همرين حسن لنورث برس.
ومنذ العام 2019 وحتى نهاية 2021، سلمت الإدارة الذاتية 995 طفلاً وامرأة من عائلات عناصر التنظيم الأجانب، لدولهم بحسب الإحصائيات الرسمية.
وقال “عباس” إنه في العام الماضي، شُكلت لجنة مشتركة من الأمن القومي والعمليات المشتركة ووزارة الهجرة لوضع آلية عودة العراقيين.
وبالفعل تم تشكيل لجة أمنية لزيارة المخيم واللقاء مع العائلات العراقية بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، وفقاً للمتحدث، دون ذكر توقيت ذلك.
وفي مطلع شهر آذار/ مارس الجاري، كشف مصدر مطلع، لنورث برس “وصول وفد عراقي إلى مناطق شمال شرقي سوريا يتضمن مندوبين من وزارة الخارجية العراقية ومجلس الوزراء بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.
وكان هدف الوفد العراقي من الزيارة، الاطلاع على وضع مخيم الهول ووضع آلية من أجل تحديد العائلات التي يسمح لها بالعودة للعراق.
وقال “عباس”: ” سيرت أربع رحلات شملت 450 عائلة تم نقلهم إلى مركز الجدعة بمحافظة نينوى للتأهيل النفسي والمجتمعي”.
وأشار المتحدث باسم الهجرة العراقية، إلى خضوع العائدين لبرامج تأهيلية بدعم من المنظمات الدولية، وقد حققت نتائج إيجابية من خلال تحليل بيانات لفريق مختص، على حد تعبيره.
وأعيد قسم من هذه العائلات التي خضعت للبرامج التأهيلية إلى مناطقها الأصلية في العراق بالتنسيق مع الوجهاء والجهات المعنية في المناطق داخل العراق.
وفي وقت سابق من اليوم، قال نائب الرئاسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فنر الكعيط لنورث برس، إنه “قبل نحو ثلاث سنوات زار وفد عراقي شمال شرقي سوريا، وطلب التعاون من أجل استعادة نحو 32 ألف عراقي من اللاجئين في المخيمات وعائلات عناصر داعش”.
وأشار إلى أن الإجراءات “البيروقراطية” ولأسباب تتعلق بالداخل العراقي، أخرت عملية نقل هؤلاء حتى الآن.
ولايزال الجانب العراقي يُنسّق مع إدارة المخيمات من أجل استعادة مواطنيه، غير أن الغالبية يرفضون العودة إلى العراق.
وأشار المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية إلى إمكانية نقل 500 عائلة أخرى من المخيم إلى البلاد، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى الإجراء النهائي بسبب تأثير التغير الوزاري على سير العمل.
ومؤخراً، تم تكليف وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، بمهام وزارة الهجرة والمهجرين بعد أن أصبحت الوزيرة السابقة إيفان فائق جابرو، عضو في مجلس النواب العراقي، وبموجب القانون لا يحق للنائب الاستمرار في منصبه الحكومي.
وشدد “عباس” على حرص العراق على إعادة كل رعاياه من المخيم بغض النظر عن انتمائهم للتنظيم “داعش” إذ سيكون هناك مؤسسات أمنية وقضائية تتولى أمورهم.
وأضاف: “أما بالنسبة للآخرين الذين لم يثبت لديهم مشاكل أمنية أو ارتباط بالتنظيم، سيتم وعبر آلية معينة إعادتهم إلى مناطقهم”.
وشدد المتحدث على اهتمام بلاده بشكل كبير في قضية الرعايا المتواجدين في الهول، وأن الحكومة تحث المجتمع الدولي على العمل من أجل إخراج جميع رعايا الدول من المخيم.
وأعاد المتحدث اهتمام العراق بشأن المخيم “كونه يشكل خطراً على الأمن القومي العراقي” معيداً إلى الأذهان نشاط “داعش” المستمر ولا سيما في السجون بين فترة وأخرى.