الحسكة – نورث برس
يضطر صخر موسو (36 عاماً) وهو من سكان حي العمران بمدينة الحسكة، شمال شرق سوريا، لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعارها مرتفعة، إذ لم يحصل على الدفعة الثانية من مازوت التدفئة من الإدارة الذاتية.
ويقول “موسو” وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة أفراد، ثلاثة منهم أطفال يبلغ أكبرهم ستة أعوام، إنه اشترى المازوت بنحو 125 ألف ليرة خلال الفترة الماضية بسعر ألف ليرة لكل لتر من المازوت.
وبسبب تأخر حصوله على الدفعة الأولى (220 لتر)، أُجبر أيضاً لتأمين المادة من السوق بنحو 100 ألف ليرة سورية.
وكانت الإدارة الذاتية قد خصصت كمية 440 لتر من مازوت التدفئة لكل عائلة.
ولكن ووفقاً لإبراهيم حسن، مدير لجنة محروقات الحسكة فإن غالبية السكان في أحياء الصالحية والمفتي والكلاسة والناصرة والغزل وخشمان والطلائع والعزيزية وأجزاء كبيرة من الأحياء الجنوبية من غويران وحوش الباعر والنشوة الغربية والشرقية استلموا فقط 220 لتر.
ونفى عبدالسلام عباس، المدير العام لمديرية المحروقات في إقليم الجزيرة ذلك وقدر نسبة الذين لم يستلموا كامل مخصصاتهم من المازوت بنحو 5% فقط.
وأمام هذا الحال، اضطر ميسورو الحال لتأمين المازوت من السوق السوداء، فيما بقي آخرون وهم الأكثرية بلا تدفئة وسط استمرار موجة البرد وتساقط الثلوج في عدد من مناطق شمال وشرقي سوريا خلال الشهر الجاري.
ويفاقم انخفاض ساعات الكهرباء النظامية، الوضع سوءاً، حيث لا يتمكن السكان الاعتماد على السخانات الكهربائية، فيبقى استخدام الأغطية الخيار الوحيد لدرء البرد.
لا حلول
وخلال الشهر الجاري، شهدت مناطق سورية من بينها كوباني وريف حلب الشمالي ومنبج تساقط الثلوج، سبقها عاصفة ثلجية ضربت عموم مناطق شمال شرق سوريا في كانون الثاني/ يناير الماضي وانخفضت درجة الحرارة إلى ما دون الصفر.
ومع إلغاء الإدارة الذاتية توزيع الدفعة الثانية لمازوت التدفئة أواخر الشهر الماضي وتخصيص كمياتها للمزارعين، يفقد السكان الأمل في الحصول على المادة، دون طرح الإدارة أي بدائل أو حلول لتدارك الأمر.
وعزت الإدارة سبب الإلغاء إلى تزايد الطلب على المحروقات من المزارعين نتيجة الجفاف الحاصل في المنطقة.
ولكن ذلك لم يولد صدى إيجابياً لدى السكان وخاصة أن منطقة الجزيرة السورية تضم أكبر الحقول النفطية في سوريا وسط تساؤلات يطرحها البعض حول كيفية توفر المادة في السوق السوداء في حين أن تصريحات الإدارة تشير إلى نقص كمية المحروقات.
كميات غير كافية
وفي هذه الأثناء، يضطر خضر رماكي (51 عاماً)، لاستخدام مخصصات سيارته المخصصة للعمل، لإشعال مدفأة منزله.
ويستلم “رماكي” الذي يعمل سائقاً على حافلة للنقل الداخلي، 25 لتر من المازوت يومياً ويخصص منها 10 لتر لإشعال مدفأة منزله، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
ولم يحصل “رماكي” وهو من سكان حي المشيرفة بمدينة الحسكة ورب أسرة مؤلفة من ستة أفراد هو الآخر على الدفعة الثانية من المازوت.
وهناك قلة قليلة من العائلات في الحسكة حصلت على كامل مخصصاتها من المازوت، ولكن تلك الكمية لم تكن كافية بسبب موجات البرد المتتالية والتي أدت إلى استهلاك كميات أكثر من المازوت.
ووفقاً لأرصاد الجوية في سوريا، فإن البلاد ستمر منذ الخميس وحتى مساء الجمعة بمنخفض جوي بارد شتوي يعد الأخير لهذا الموسم.
وقالت الأرصاد الجوية إن “الهطولات المطرية في المنطقة الساحلية والشمالية والجزيرة ستكون غزيرة ومصحوبة بالعواصف الرعدية”.
ومع تلك التوقعات، يقول عبدالرحمن ابراهيم (56 عاماً)، إنه سيضطر مرى أخرى لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار “باهظة”.
ويعبر “ابراهيم” عن استيائه من قرار إلغاء الدفعة الثانية من المازوت، “وضعنا تحت الصفر، كيف سنستمر شراء المازوت في حال استمرت موجة البرد”.