إدارة شمال وشرقي سوريا: النظام يخدع الفلاحين

الرقة – يحيى عمر – NPA
أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا, عن منعها لخروج أية كميات من المحاصيل الشتوية باتجاه مناطق خارج سيطرتها، واصفةً أسعارها بـ”المعتدلة”.
وكانت الإدارة قد حددت, أمس الأحد، أسعار شراء المحاصيل الشتوية من المزارعين بأسعار أقل من أسعار الحكومة السورية، الأمر الذي شكل استياءاً شعبياً بين سكان مناطق شمال وشرقي سوريا.
وتُعرف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بأنها “سلة الغذاء السوري”، خاصة محافظتي الرقة والحسكة، لتواجد مقومات الزراعة الرئيسية من الأراضي الشاسعة بالتربة الخصبة وتوافر المياه من روافد الفرات وحوضها الرئيسي في الرقة ودير الزور ومنبج.
شراء كامل المحصول 
وصرح سلمان بارودو, الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة, في لقاء مع “نورث برس”، بأنهم قرروا شراء كامل محصول القمح هذا العام، كون المسؤولية تقع على عاتقهم لتأمين بذار العام القادم وتوفير الطحين للمخابز, قائلاً: “نعتبر القمح محصول استراتيجي ولا ننظر إليه كربح وخسارة, فهو لخدمة المواطنين”.
وأشار إلى أنهم يشترون القمح لدعم المواطنين والفلاحين بشكل مباشر، معتبراً دعمهم لمادة الخبز وتأمين البذار للفلاحين أحد الأمثلة المتكررة.
وأكد بأنهم وضعوا على عاتقهم شراء موسم الشعير أيضاً، مشيراً إلى وجود شركة زراعية تابعة لهم، وذكر بأنه منذ صدور قرارهم بتحديد الأسعار، لم يعد الفلاحون يبيعون محصول الشعير بـ/50/ ليرة سورية.
ويظهر تنافس كل من الحكومة السورية والإدارة الذاتية على موسم القمح والشعير شمال سوريا، حيث قررت الحكومة السورية شراء القمح بـ/185/، وشراء الشعير بـ/135/ ليرة سورية، بينما قررت الإدارة الذاتية شراء القمح بـ/150/ والشعير بـ/100/ ليرة سورية.
ووصف بارودو عملية تحديدهم لسعر القمح بـ”الصعب”، كونهم اعتمدوا السعر عقب عقد عدة اجتماعات للمجالس الزراعية ومؤسساتها، ووضعوا دراسات زراعية لذلك، بالإضافة إلى التركيز على الجمعيات الفلاحية، معتبراً إياهم “شركاء تحديد السعر”.
وتظهر توقعات هيئة الاقتصاد والزراعة بأن يصل إنتاج موسم القمح لمليون ومئة ألف طن مقابل مليون ونصف المليون للشعير هذا العام، فيما كانت قد خصصت مبلغ /200/ مليون دولار لشراء المحاصيل من الفلاحين وتخزينها في /15/ مركز باستطاعة /700/ ألف طن.
“النظام لن يشتري الشعير”
وبخصوص أسعار الحكومة السورية التي كانت أفضل من أسعار الإدارة الذاتية علق بارودو قائلاً: “صحيح أن النظام وضع أسعاراً أغلى، ولكن على الرغم من ذلك الفلاحين الذين حضروا اجتماعاتنا قالوا الشعير يباع بـ 45 إلى 50 ليرة سورية, فلماذا لم يشترِ النظام الشعير منهم؟”.
وأكمل الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة حديثه بالقول، إن “النظام لن يشترِ الشعير ولم يفتح المراكز وسيسعى لوضع تجار في السوق من أجل احتكار الأسعار”.
واعتبر عملية مقارنة خيرات موسم الحصاد الحالي بالعام الماضي “غير ممكنة”، لاعتباره بأن موسم العام الفائت كان ضعيفاً بالإضافة لحاجتهم لتأمين البذار والطحين للمواطنين.
منع بيع المحاصيل في “المربعات الأمنية”
وشدد سلمان بارودو على أنهم كإدارة ذاتية لن يسمحوا بخروج القمح والشعير من مناطق سيطرتهم، قائلاً: “سنشتري القمح بالكامل لنخزنه للسنة القادمة بالإضافة إلى الطحين ولن نسمح ببيع القمح للنظام حتى في المربعات الأمنية.”
وأكد أن شركتهم الزراعية هي الجهة الوحيدة المخولة لشراء الحبوب من الفلاحين.