خيم مهترئة وخدمات طبية ناقصة.. معاناة نازحين في مخيمٍ شمالي سوريا مُستمرة
الطبقة – نورث برس
تستعين إيمان المحمد ( 35 عاماً) وهي نازحة من دير الزور في مخيم المحمودلي شمالي الطبقة، شمالي سوريا، بشقيقتها لتثبتا خيمتها المُرقعة التي تزحزحت من مكانها بسبب شدة العواصف والأمطار.
ويتذمر سكان مخيم المحمودلي، من الخيم المهترئة بسبب تعرضها لعوامل الطّقس، إذ أنّ العواصف المطرية منذ بداية شباط / فبراير الماضي، تسببت بتزحزح 80 خيمة وتمزقها، حسب النّازحين.
وفي وقت سابق تمزقت خيمة إيمان بسبب الرّياح الشّديدة ، فأجبرت على إغلاق الشّقوق لتمنع دخول مياه الأمطار إلى أطفالها الخمسة، خشية أنّ يمرضوا في ظل نقص الخدمات الطّبية، وتقول لنورث برس “إنها غير قابلة للسكن”.
ويؤوي المخيم نحو 1773 عائلة قادمة من ريف حمص وحماة وريف دير الزور والرقة وريف حلب الشرقي، حسب إدارته.
وفي الشّهر الماضي, زارت المخيم لجنة تضم إدارة المخيم وإحدى المنظمات، ووعدت النّازحين بـ”استبدال الخيم المهترئة بأخرى جديدة بعد أيام قليلة” إلا أنهم لم يفعلوا ذلك حتى الآن، حسب السّيدة الثّلاثينية.
ويعمل في المخيم قرابة عشرة منظمات دولية ومحلية، اثنتان منها تختصان في مجال الطب، والأخرى في المجال الإغاثي، والتعليمي، وشؤون المعاقين.

وترى إيمان أنّ الخدمات التي يحصلون عليها “لا تلبي احتياجاتهم” لأنها تقتصر على بعض الأمور البسيطة.
وشكلت إدارة المخيم في وقت سابق، لجنة وثلاث منظمات دولية تختص بتبديل الخيم المهترئة، تعمل على ذلك حسب تقييمها، دون التّقيد بمدة زمنية ثابتة للتنفيذ، حسب أحد أعضاء اللجنة.
ومن جانيه يقول نشمي الرّحيل، وهو إداري في مخيم المحمودلي، إنهم حالياً في مرحلة إحصاء الخيم المتضررة، “سنبدل المهترئة منها فقط، أما التي يمكن صيانتها فعلى ساكنها إصلاحها”.
ويشتكي نازحون آخرون ضمن المخيم، من نقص الخدمات الطّبية والمُساعدات الإغاثية، إذ لا تحتوي المخيم على قسم إسفاف للحالات الطّارئة.
ويقول محمد المحمد (37 عاماً) نازح من قرية السويدة ببلدة معدان 70 كم شرقي الرقة، إنّ ” الخدمات الطبية في المخيم محدودة جداً”.
ويقتصر عمل المستوصف الطّبي الوحيد التّابع لمنظمة “آي أر سي” الدّولية والهلال الأحمر الكردي ضمن المخيم، على الأمراض البسيطة، حسب أحد الممرضين فيه.
وهو يجلس جانب طفله الأكبر المصاب بمرض الرّبو، يقول الرّجل إنّ “الأدوية المُتوفرة في المستوصف تقتصر على كبسولات البروفين المسكنة للآلام فقط”.
ويضيف: “أشتري الأدوية لطفلي من صيدليات خارج المخيم”.
وفي وقت سابق طالب النازحون بفتح عيادة سنة وصيدلية شاملة، حسب إدارة المخيم.

ويشير النّازح إلى أنه في حال أسعفوا أحد المرضى إلى مستوصفهم، فلن “يجد الخدمات الطّبية المطلوبة كالفحوصات والأجهزة والأدوية اللازمة”.
ويقول إداري المخيم إنهم رفعوا طلبات النّازحين إلى الجّهات “الدّاعمة” والمنظمات الدّولية، وما يزالون ينتظرون الرّد.