أسعار الأقمشة الباهظة شمالي الحسكة تُصعّب شراء الأزياء الفلكلورية للاحتفال بنوروز

تل تمر – نورث برس

يعزف حسين معمو  (32 عاماً) وهو معلم مدرسة في ناحية تل تمر  شمالي الحسكة، شمال شرقي سوريا، عن شراء الأزياء الكردية للاحتفال بعيد النّوروز، بسبب أسعار الأقمشة الباهظة.

ويقول الرّجل لنورث برس، إنّ “تكلفة قماش الزّي الكردي ارتفعت كثيراً في ظل الظّروف الاقتصادية المتردية، ودخلي الذي لا يتجاوز 100 دولار أميركي شهرياً، لا يكفي لشرائها”.

وكان المعلم يخطط لفصال ملابس تقليدية جديدة، “هذا العيد يعنيني كثيراً، لأنه بالنسبة لنا نحن الكرد هو عيد قومي، ويجب أنّ نرتدي فيه الأزياء الفلكلورية”.

وفي الواحد والعشرين من آذار/ مارس، من كل عام، يحتفل الشّعب الكردي بعيد نوروز، والذي يعني باللغة الكردية “اليوم الجديد”.

ويشير الرّجل إلى أنه اشترى بعض الملابس الجّاهزة لارتدائها يوم غدٍ.

ويقول أصحاب محال الأقمشة في بلدة تل تمر، لنورث برس، إنّ نسبة مبيعات الأزياء الكردية، شهدت تراجعاً كبيراً هذا العام، نظراً للهبوط الحاد لقيمة الليرة السّورية مقابل الدّولار الأميركي. 

وفي أحد الأحياء الشّعبية للبلدة، وأثناء جلوسه في محله وهو ينظر للمارة، يقول الخياط، آلان بكر، لنورث برس، إنّ نسبة الإقبال على تفصيل الألبسة الفلكلورية تراجعت هذا العام بشكلٍ كبير.

وفي السّنوات الماضية، كان “بكر” يخيط ما يقارب الـ 30 زياً بالتزامن مع اقتراب العيد، لكن في هذا العام لم يخط سوى “خمسة أو ستة”، وأغلب زبائنه لم يفصلوا ملابسهم بسبب الغلاء، كما يفيد الخياط.

ويرى الزّبائن أنّ 80 ألف ليرة سورية، لقاء خياطة ملابس فلكلورية “باهظة”، بالمقارنة مع دخلهم.

وعلى واجهة أحد محلات الأقمشة، ينظر سكان إلى موديلات الأقمشة المعروضة، التي تتراوح أسعارها بين 20 ألف ليرة سورية كحد أدنى، وصولاً إلى 100 ألف ليرة كحد أقصى لمتر القماش.

ووصلت تكلفة تفصيل زي كردي لما يقارب 200 ألف ليرة سورية، وكانت في العام المنصرم نصف هذا المبلغ، حسب سكان محليين.

ويجد “بكر” أنّ تكلفة الخياطة “عادية” كون أسعار الإبر والخيوط والأقمشة زادت كثيراً هذا العام.

واقتصر عمل الخياط هذا العام على تعديل وصيانة الملابس القديمة للسكان، حسبما يقوله لنورث برس.

ويعتبر أغلب الكرد أنّ ارتداء الملابس الفلكلورية في يوم العيد، يعبر عن حفظ التّراث والهوية الثّقافية لهم.

ومن هذا المنطلق، تضيف ليند أوسكان، وهي إحدى سكان تل تمر أنّ “ارتداء الزّي الكردي ضرورة في يوم العيد”.

وتشتري الشّابة في كل عام زياً كردياً، غير آبهةٍ بسعره، لأنها ترى أنّ هذا اليوم “مقدس”، وهذه الملابس هي رمز  للعيد، حسبما تقول.

إعداد: دلسوز يوسف. تحرير: آيلا ريان