مزارعو الخضراوات جنوب الحسكة بلا دعم من الإدارة الذاتية
الشدادي- نورث برس
في قرية قانا بريف ناحية العريشة جنوب الحسكة، ينهمك حمود العويد (33 عاماً) وهو مزارع من ريف ناحية العريشة جنوب الحسكة في تغطية خضراوات صيفية بأكياس النايلون وذلك لحمايتها من التغيرات الجوية.
ومنذ عام 2016، يزرع “العويد” خضراوات صيفية وشتوية، ولكن طيلة السنوات الفائتة وحتى هذا العام، يشتري مستلزمات الزراعة من أسمدة وأدوية ومبيدات ومازوت بهدف السقاية، من الأسواق وهو ما ينعكس على أسعار الإنتاج.
ويمتلك “العويد” أرضاً مساحتها أربعون دونماً، وقام بزراعتها هذا العام بالخضراوات عن طريق البيوت البلاستيكية.
ولم يحصل كما السنوات الماضية، على أي دعم من لجنة الزراعة أو المنظمات العاملة في المنطقة لتحسين وزيادة الإنتاج وتسويقه بأسعار مناسبة إلى الأسواق.
ويشتكي مزارعون في ريف ناحية العريشة من عدم تقديم لجنة الزراعة في الناحية لأي دعم لهم، ما يحملهم تكاليف إضافية لتأمين مستلزمات الزراعة من الأسواق.
ويشتري “العويد” كما غيره من مزارعي منطقته، برميل المازوت (220 ليتر) بسعر 200 ألف ليرة سورية، فيما يدفع 90 دولاراً أميركياً لشراء كيس سماد (25 كغ)، بالإضافة لشراء 400 متر من النايلون بسعر 90 دولار.
ويحمل “العويد” لجنة الزارعة والمنظمات مسؤولية تقديم الدعم لهم، وخاصة أن ذلك سيحقق اكتفاءً ذاتياً للمنطقة وستغني عن استيراد الخضراوات من خارج مناطق الإدارة الذاتية.
ويجهد مزارعون حالياً، في تأمين محاصيلهم الزراعية عبر تغطيتها بالنايلون خوفاً من تعرضها للضرر نتيجة انخفاض درجات الحرارة منذ قرابة أسبوع.

ويعتمد غالبية السكان في ريف الحسكة الجنوبي على زراعة المحاصيل الشتوية كالقمح والشعير، إضافة إلى زراعة الخضراوات بأنواعها كالبندورة والخيار والبامية والكوسا والباذنجان وغيرها لتأمين قوتهم.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات الصيفية في ريف ناحية العريشة أكثر من 600 دونم، بحسب مزارعين من المنطقة.
ورفضت لجنة الزراعة التابعة للمجلس المدني في ناحية العريشة الإدلاء بأي تصريح لنورث برس حول أسباب عدم تقديم الدعم لمزارعي الخضراوات الصيفية.
ولا يختلف حال نشمي العويد (32 عاماً) وهو مزارع من ريف ناحية العريشة، عن سابقه، فهو الآخر اضطر لشراء كافة مستلزمات الزراعة من السوق.
ويشير المزارع الذي يمتلك 20 دونماً مزروعة بالخضراوات، إلى أن لجنة الزراعة في العريشة ومنظمات، قاموا بعمل كشوفات على الأراضي التي تم زراعتها بالخضراوات، وأخذوا إحصائيات عن المساحات المزروعة “ولكن لم تقدم لنا شيئاً”.
ويرى أن أسعار مستلزمات الزراعة لا تتناسب مع أسعار الخضراوات، وخاصة أن “التجار يتحكمون بالأسعار ويحددونها وفق أهوائهم وتكون متدنية ليتم بيعها للسكان بأسعار مرتفعة”، وفق ما يذكره “نشمي” لنورث برس.
ويقوم المزارعون ببيع محاصيلهم من الخضراوات لتجار في سوق الهال بمدينة الحسكة.
ويطالب نشمي، الإدارة الذاتية بتقديم الدعم للمزارعين ومساعدتهم أثناء عملية التسويق ليتم توريدها إلى الأسواق “بأسعار مناسبة”.