سياسيون.. نظام سياسي جديد بمشاركة السلطة والمعارضة والقوى الاجتماعية هو الحل في سوريا
اللاذقية – نورث برس
وضعت الحرب السورية خلال أحد عشر عاماً، بصمتها على أنحاء كثيرة البلاد الذي شهدت بعض مدنه تدميراً كبيراً، لكن الوضع في مدن الساحلية، مختلف تماماً في مشهد يعكس التناقض الكبير الذي يعيشه السكان في ظل الحرب المندلعة.
واليوم الثلاثاء، يدخل النزاع السوري عامه الحادي عشر، مثقلاً بدمار هائل وحصيلة قتلى تجاوزت 388 ألفاً، عدا عن نزوح وتشريد الملايين في الداخل والخارج.
ومنذ عام 2015، تساعد القوات الروسية، القوات الحكومية، في إحكام قبضته على الساحل السوري التي يشهد حوادث وتفجيرات أقل من مدن الأخرى.
ونجحت روسيا في تأمين مزايا رئيسية لها في سوريا، حيث سمحت “الحكومة السورية لموسكو باستخدام الموانئ والمنشآت السورية مجاناً في صفقات مدتها 49 عاماً” ما شكل استقراراً في الساحل السوري طيلة سنوات الحرب.
وبعد مرور أحد عشر عاماً، على اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي تحولت إلى حرب طاحنة، قال، الكاتب والباحث، محمد سيد رصاص، عضو الهيئة القيادية في الحزب الشيوعي السوري، لنورث برس، إنَّ “فرصة إيجاد تسوية سورية سورية منذ بدء الحراك السوري الشعبي الذي بدأ في النصف الثاني من شهر آذار2011، ضاعت، لعدم توافر الإرادات لدى المعارضة والسلطة باتجاه حل سياسي”.
وأضاف: “الأزمة الداخلية تشكلت عندما فشل أي طرف من التغلب على الآخر، وفي الوقت ذاته غابت بوادر التسوية، وهذا ما جعل الأزمة مفتوحة، لتتحول إلى إقليمية فدولية منذ صيف2012، وهذا ما أفقد السوريون القدرة على إدارة الأزمة وحلّها”.
وأشار “سيد رصاص”، إلى أن “الحرب السورية أتاحت مجالاً مكانياً لنمو منظمات إرهابية متطرفة، كانت امتداد لتنظيمات دولية، مثل جبهة النصرة عام2012 التي هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، كما أتاحت مجالاً لولادة لتنظيم داعش عام 2013”.
وذكر أن “الأفضل البحث عن تسوية تتيح مجالاً نحو انتقال ديمقراطيّ إلى نظام سياسيّ جديد، بمشاركة السلطة والمعارضة والقوى الاجتماعية المتعددة”.
وقال المعارض السوري، إبراهيم منصور، لنورث برس، إنَّ الشارع السوري، لم يجد قيادة تمثله، فجميع القوى السياسية لم تكن بمستوى الحدث، خلال الحرب الطويلة.
وذكر أن عدم وجود قيادة له عدة أسباب، منها “أمراض تتعلق بالاستبداد والقمع التي تعرضت له خلال عقود، ومنها التي أظهرها المثقف السوري كشخصية متضخمة الذات ولم يستطع أن ينتظم نفسه ضمن جبهة حقيقية”.
وأضاف “منصور”: “لكن لا يمكن إلقاء اللوم على المعارضة فقط، بل النظام يتحمل الجزء الأكبر والقوى الإقليمية والدولية أيضاً ما حلَّ بسوريا”.
وأشار “منصور” إلى أن “الحل مرهون بالتوافقات الدولية وهي مفقودة أيضاً خاصةً مع اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية”.