سوريون في أربيل: لم نتوقع المكوث كلاجئين كل هذه السنوات
أربيل- نورث برس
لا يزال دحام ابراهيم (66 عاماً) وهو لاجئ سوري في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، يتمنى أن تتحسن أحوال بلاده بشكل عام ويعود إلى دياره في الحسكة شمال شرق سوريا.
ويقول الرجل الستيني “لم نتوقع أن تطول مدة إقامتنا في أربيل، كنا نأمل العودة بعد عدة أشهر أو عام على الأكثر، إلا أن الحرب لم تتوقف، ومازلنا نعاني صعوبة العيش بعيداً عن بلادنا وأهلنا وأحبائنا.”
ويرى “إبراهيم” أن الثورة السورية انحرفت عن مسارها، وتحوّلت من ثورة “عفوية شعبية إلى ثورة سياسية تنظيمية، بعد أن تدخلت فيها الأحزاب السياسية والقوى الإقليمية، وغيّرتها”.
ويضيف: “كل ما جرى خلال هذه الأعوام فرّق شمل السوريين وشتتهم”.
واليوم يصادف الذكرى السنوية الحادية عشر لانطلاق الاحتجاجات ضد الحكومة السورية، حيث شهدت البلاد خلال العقد الماضي، تحولات سياسية وعسكرية واقتصادية، دون أن يلوح في الأفق أي بوادر للتسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، حتى الآن.
ولا يزال اللاجئون السوريون في مخيّمات اللجوء بإقليم كردستان العراق، يأملون العودة إلى ديارهم بعد استقرار الأوضاع والوصول إلى الحل السياسي.
وإقليم كردستان العراق كونها منطقة جوار، فكانت وجهةً لآلاف اللاجئين من ضمن الملايين الذين هجرتهم الحرب إلى دول الجوار والعالم.

ويقول اللاجئ السوري عبد العزيز محمد (60 عاماً)، الذي لجأ مع عائلته إلى مدينة أربيل منذ العام 2013 إنه لم يتوقع العيش كل هذه المدة بعيدأً عن مدينته.
ويضيف: “كنا نعتقد إننا سنمكث عدة أشهر شهر ونعود”، لكن ما جرى هو أنه بقي كل هذه السنوات لاجئاً يعاني غلاء الأسعار، ومشقّة تأمين لقمة العيش، على حد قوله.
ويعيش معظم اللاجئين السوريين في مخيمات منتشرة على أطراف مدن الإقليم، بينما يعيش بعضهم الآخر في الأحياء الشعبية للمدن.
ويواجه هؤلاء صعوبات متعلّقة بقلة فرص العمل، خاصة للكبار منهم وغلاء الأسعار والخوف من البقاء كلاجئين لسنوات أطول.
ويصل إجمالي أعداد السوريين اللاجئين في إقليم كردستان إلى نحو ربع مليون شخص، وفق إحصائية الأمم المتحدة.
وبحسب مراقبين لم يشهد الملف السوري استقراراً كبيراً، بسبب استمرار التجاذبات الدولية والإقليمية حول ماهية الحل السياسي المبتغى، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
لا يختلف حال سمير عثمان(61 عاماً) كثيراً عن سابقيه، فهو أيضاً لم يتوقع البقاء خارج وطنه كل تلك السنوات.
ويقول إن كل ما يتمناه ألا تطول مدة الحرب وأن يعود إلى منزله وأرضه في مدينة عامودا شمال شرق سوريا.
ويضيف، “الحرب مزقت شمل العائلة الواحدة، بعضنا يعيش هنا في أربيل، وبعضنا الآخر في أوروبا وتركيا، وفي ظل هذا التشتت والغياب، نعاني قسوة اللجوء”.
ويتمنى “عثمان” حلاً سياسياً سلمياً وبناء نظاماً ديمقراطياً في سوريا كي يعود السوريين العيش بأمن واستقرار.