قيادي في المجلس الوطني الكردي: المعارضة لم تثبت هويتها السورية

الحسكة- نورث برس

قيّم سياسي سوري أداء قوى المعارضة السورية، بعد نحو أحد عشر عاماً من الحرب السورية، واصفاً الوضع بـ”التحول من تحقيق مطالب الثورة إلى واجهة سياسية للإخوان المسلمين”.

وقال بشار أمين، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني السوري، إن “المعارضة السورية خلال الآونة الأخيرة سارت في روافد أخرى مغايرة لما كان مطلوباً منها في سوريا، خاصة أنها ارتمت في حضن النظام التركي”.

وأضاف “أمين” في تصريح لنورث برس، أن المعارضة باتت “الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين” خلال الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن هذا “الانحراف” أدى إلى “ابتعاد المعارضة عن مسارها ولم تثبت هويتها السورية وهذا ما أثر على دورها كثيراً”.

وقال إن “الإسلام السياسي بات موضع استهجان من قبل الغرب وأميركا وروسيا والصين، وأنه غير مقبول كبديل للنظام السوري”.

وأضاف أن تقلب المعارضة أسفر عنه “تراجع المجتمع الدولي قليلاً في دعمها، وخاصة الفصائل المسلحة منها في عفرين ومناطق أخرى وهي ذات خلفيات إسلامية واضحة”.

وتحدث عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا، عن حالة الانقسام وعجز المعارضة عن توحيد الرؤى حيال ثوابت الثورة وقال: “بدأت الثورة بهدف إسقاط النظام ولكن المعارضة تراجعت في هذا الموضوع وخاصة عندما ارتضت موضوع المفاوضات.. والتي تعني أن هناك شيء من الصواب لدى النظام”.

وأضاف أن “الدول الإقليمية كان لها دور أساسي في الانقسام بما يتعلق بالوضع السوري وخاصة الدول التي تدخلت عسكريا في الشأن السوري مثل روسيا وتركيا وإيران وأميركا إلى حد ما”.

ويرى “أمين” أن، كل طرف من أطراف المعارضة له ارتباطات معينة وله خلفيات معينة، حتى وإن كانت لهذه الأطراف عوامل مشتركة، حيث أن المدعومة عربياً كانت تتوصل لنتيجة مشتركة وتتقف على إسلام سياسي”.

وعلى النقيض فإن “الإسلام السياسي مرفوض من قبل الجانب الكردي والمجلس الوطني الكردي”، بحسب “أمين”.

ووصف عضو المجلس الوطني، “بدايات الثورة السورية بالناجحة والإيجابية”، معللاً سبب تراجع الشارع السوري عن دعم المعارضة “بوصوله إلى حالة من اليأس لأسباب تتعلق بنظرته حول تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الأمن والاستقرار”.

وحمل السياسي السوري سلطة دمشق مسؤولية “حالة الانقسام الحاصل بالمجتمع السوري والأراضي السورية”، مشيراً إلى أن “دولاً إقليمية مثل تركيا وإيران وروسيا وأميركا لها دور أيضاً”.

وأشار أيضاً لوجود دول أخرى، لها تأثير على الساحة السورية، “تسببت في الوضع القائم والانقسام في سوريا”.

ورأى أن على حكومة دمشق أن “تراجع نفسها وأن تمتثل للقرارات الدولية مثل القرار 2254، ومرجعية جنيف، وقبول التفاوض، وهذا سيكون مدخلاً لعودة سوريا إلى ما كانت عليه وإزالة حالة الانقسام”.

كما أن عليها “أن لا تتخوف من تحول سوريا في المستقبل إلى دولة اتحادية فدرالية، وهو ضمان لوحدة الأراضي السورية”.  

وشدد على ضرورة أن “يقبل النظام بسوريا اتحادية ذات نظام ديمقراطي تعددي وأن يكون المواطنين بتعددهم الديني والقومي سواسية أمام الدستور الجديد”.

وفي الشأن التركي أشار أمين إلى أن “تركيا وفي البداية كانت داعمة للمعارضة، لكن تبين لاحقاً أن لها أطماع توسعية واضحة تجلى ذلك في عفرين من خلال العلم التركي المرفوع والدراسة باللغة التركية والتغيير الديمغرافي لصالحها”.

كما أن لإيران دور في حالة التقسيم “وهو رغبتها في ترسيخ الجانب المذهبي، في سوريا”، بحسب “أمين”.

وشدد عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا، على ضرورة التزام الطرفين “المعارضة والنظام” بقرارات وقف إطلاق النار في سوريا، ومن ثم ضمان مرور المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين، والعمل بشكل مشترك عبر المفاوضات كسبيل إلى حل “الأزمة السورية”.

ورأى أمين أن المرحلة القادمة لن تكون في صالح حكومة دمشق، في إشارة إلى ما بعد الأزمة الأوكرانية، وهذا ما سيدفعها لقبول “الحل المنصف”، على حد تعبيره.

وقال “أمين” إن “مسار العمل قبل الأزمة الأوكرانية الروسية كان لصالح النظام، لكن لن يكون كذلك وخاصة المناطق التابعة للنظام تعاني أزمات معيشية وتدني القدرة الشرائية لدى السكان والبطالة، هذه القضايا تؤرق النظام”.

وأشار إلى أن الثقل الروسي في سوريا سيكون “أخف” بعد الأزمة الأوكرانية مقابل الدور الغربي والأميركي، “وهذا ليس في صالح سلطة دمشق”.

وشدد على ضرورة أن تقبل دمشق بالحلول المنصفة، مشيرا إلى أن المفاوضات “ستكون لصالحها أكثر مما ستكون لصالح الثورة”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: عدنان حمو