ناشطون في السويداء بعد 11عاماً من الحرب: مطالبنا هي دولة مدنية لا مركزيّة

السويداء – نورث برس

استمرت الانتفاضات والاحتجاجات في السويداء، خلال عقد من الزمن، ورغم أنها كانت على فترات متقطعة إلى أنها استطاعت أن تخرج السويداء من قبضة الحكومة، وصولاُ إلى انتفاضة مطلع العام الجاري ضد القرارات الحكومية التي تزيد من الواقع المعاش سوءاً.

ومطلع العام الجاري تقريباً، شهدت السويداء، مرحلة جديدة من الاحتجاجات، بدأت بمطالب حول تحسين الأوضاع المعيشية، خاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم عن آلاف العائلات عبر البطاقة الذكية، لتتطور إلى دعوات لإسقاط الحكومة، شارك فيها رموز دينية عدة في المحافظة.

يقول ناشطون لنورث برس، إنَّ الحرب “لا يوجد فيها منتصر، ولم تحقق الثورة أهدافها المرجوة، وعادت الكفة لسيطرة الحكومة من جديد، لكن الحراك الشعبي أدى إلى إضعاف الدولة العميقة”.

ويرى ناشطون آخرون، أن مطلع العام الجاري، وما شهده من احتجاجات متفرقة انطلقت شرارتها من الجنوب السوري هي “مرحلة جديدة من مراحل الثورة الشعبية”.

وعلى مدى السنوات الماضية لم تتخذ الحكومة، أي إجراء في المحافظة، وبقيت معزولة سواء فيما يخص الحالة المعيشية أو حالة الفلتان الأمني التي شهدتها مراراً.

وقال سامي زين الدين وهو ناشط مدني في السويداء، إن “المحافظة عانت تهميشاً حكومياً منذ سنوات، سواءاً اقتصادياً أو سياسياً، وتعد من أكثر المناطق التي هجرها أبنائها بسبب ذلك”.

وفي عام 2018 رفض أبناء السويداء الالتحاق بالتجنيد الإلزامي للقوات الحكومية، حيث بلغ عدد المتخلفين ما يقارب الخمسين ألفاً.

لكن “النظام”، بحسب الناشط المدني، “كعادته انتقم من السويداء وأطلق يد فصائل حزب الله وعصابات الأمن والدفاع الوطني المدعومة إيرانياً وأرسل تنظيم الدولة الإسلامية لاقتحامها”.

ويضيف لنورث برس: “لكن لحمة أهل السويداء فوتت عليه الفرصة، ومؤخراً قاموا باحتجاجات جديدة تثبت ذلك”.

وتضمن حراك السويداء الأخير المتمثل بالاحتجاجات التي خرجت ضد الحكومة، بمطالباتشعبية “بالحل السياسي وفق القرار2254، وإعادة المسروقات إلى خزينة الدولة،  وتأمين العيش الحر الكريم لكافة أفراد الشعب دون تميز”.

وتطورت الاحتجاجات إلى مطالبات “بناء وطن حر ديمقراطي، يتسع لكل أبنائه مع وجود نظام لا مركزي واحترام الهويات الثقافية والاجتماعية والأثنية للجميع”.

واعتبر سليمان عبد الباقي وهو أحد مؤسسي حراك السويداء الأخير، أن “السويداء هي المحافظة الوحيدة خارج سيطرة النظام، داخلياً، أي لا وجود لسلطة فعلية له، سوى مؤسسات الدولة الخدمية فقط”.

وشدد في حديث لنورث برس، على أن مطالب السويداء هي “إقامة دولة مدنية ديمقراطية بدون تمييز حزبي أو طائفي أو مناطقي بعيدا عن المتأسلمين والسلفيين والتيارات المتعصبة، قريبةً من الإسلام المعتدل على أساس الدين لله والوطن للجميع ومن غير احتكار للسلطة”.

وأشار إلى أن هذه المطالب “تحتاج إلى إرادة دولية لتحقيقها، وإلا سوف تبقى البلاد  ضمن صرعات داخلية بوجود جيوش محتلة وميليشيات طائفية تابعة للسلطة مهمتها القتل والإجرام بحق أي مطلب من حقوقنا في العدل المساواة”.

إعداد:  رزان زين الدين ـ تحرير: سلمان الحربيّ