رداءة الطرق الفرعية في الرقة تثير استياء سكان وسائقين

الرقة – نورث برس

يتجنب عبد الله رشيد (40 عاماً)، وهو سائق سيارة أجرة في مدينة الرقة، شمالي سوريا، المرور من الشوارع الفرعية في معظم توصيلاته، إذ أن اهتراء تلك الشوارع وكثرة الحفر وتشكل مستنقعات المياه فيها، سيتسبب في أعطال لسيارته.

ويقول السائق إنه يختار الطرق الرئيسية في المدينة على الرغم  ازدحامها، إذ يبقى هذا الخيار أفضل من تكبد مصاريف إضافية لإصلاح سيارته.

ويضيف: “الازدحام يؤخر توصيلاتي لكن العبور عبر الطرقات الفرعية ستهترأ إطارات سيارتي ويتعطل دوزانها”.

وفي الرقة، يشتكي سكان وسائقون من رداءة الطرق الفرعية المليئة بالحفر والفجوات وتجمع المياه أثناء هطول الأمطار، ما يسبب صعوبة في مرور السيارات أو السير على الأقدام.

ويعاني السكان من الأتربة والأوساخ خلال فصل الصيف ومن الوحل والمياه المتجمعة في الحفر خلال فصل الشتاء، إلى جانب ما تتعرض له السيارات من أعطال، وسط انتقادات تطال بلدية المدينة لكونها تهمل تعبيد تلك الشوارع ولا تستجيب لمطالبهم المتكررة.

ورغم أن نسبة اهتراء الطرقات في الرقة  تتباين من حي إلى آخر، إلا أن معظم الشوارع الفرعية تعاني من ذات المشكلة.

وتضم مدينة الرقة أكثر من مئة حي، إلا أن أحياء المساكن والفردوس، والثكنة، والادخار، وحي حارة البدو والعجيلي، تعتبر أكبر الأحياء في المدينة، بالإضافة إلى حي رميلة وحي المشلب في الأطراف الشرقية وحي الدرعية غربيها.

ويتذمر زكي العبدالله (42 عاماً) وهو صاحب محل تجاري في سوق مدينة الرقة الشرقي، من تشكل مياه الأمطار في الحفر المتواجدة في الشارع الذي يضمه محله، إذ يتجنب معظم زبائنه المرور فيه.

ويشير الرجل الأربعيني إلى أن بلدية المدينة قامت مؤخراً بحفر وإصلاح أحد خطوط شبكة المياه في الشارع وتركت الطريق دون تعبيد، بالرغم من تقديم سكانٍ شكوى بذلك.

ووفقاً لسكان، فإن عمل البلدية اقتصر عدة مرات على تسوية التراب الناتج عن الحفر وذلك بعد مناشدات عديدة بتعبيد الطريق.

ويعبر “العبد الله” عن استيائه من استمرار حال الشوارع المهترئة وعدم استجابة البلدية لشكاويهم، “هذه الحارات والشوارع تعتبر من تراث المدينة وتتوسط الأسواق لكن لا أحد من الجهات تولي اهتمامها لهذ الأمر”.

ويعتبر السوق الشرقي أو شارع القوتلي أو الشارع الكبير من أقدم أسواق مدينة الرقة وأكبرها ويعود تأسيسه لنهايات القرن التاسع عشر.

ويجمع السوق بين الطابعين التراثي والحديث كما يتوسط السوق متحف الرقة الأثري الذي كان مقراً للسرايا فترة حكم العثمانيين والفرنسيين وتحول لمتحف في ثمانينيات القرن الماضي وتتفرع أزقته إلى الأحياء العتيقة.

وتواصلت نورث برس عدة مرات مع مكتب الأشغال العامة في بلدية الرقة للاستفسار حول إمكانية تأهيل الشوارع الفرعية، إلا أنها كانت تبرر تأجيلها، بإدلاء أي تصريحات، بأن لديهم اجتماعات وأعمال، وكان آخر رد منها الرفض بالتصريح.

وتتفق كفاء الحسن (38 عاماً) وهي من سكان حي العجيلي وسط الرقة، مع سابقها في أن البلدية لم تنفذ أعمال صيانة للشوارع الفرعية واقتصرت أعمالها على ترقيع بعض الحفر في الطرقات الرئيسية فقط.

وتضيف السيدة الثلاثينية: “البلدية لم تعمل على تأهيل حارات حي العجيلي ولا أحد من الجهات المسؤولة يهتم بذلك”.

إعداد: عمار حيدر ـ تحرير: عمر علوش