الشدادي- نورث برس
يعاني سكان مئات المنازل في ريف مدينة الشدادي، جنوب الحسكة، منذ سنوات من انقطاع التيار الكهربائي. ويعود السبب إلى تعرض محولات الكهرباء في تلك القرى للسرقة والتخريب من قبل مجهولين أثناء المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ويعيش سكان قرى جلال والعلوه الشرقية وكشكش جبور والغره في ظلام دائم، في ظل عدم توفر مولدات عامة توزع الكهرباء بنظام الأمبيرات بالاشتراك بين السكان.
ولضيق الحال، لا يتمكن الغالبية العظمى من سكان تلك القرى من شراء مولدات كهربائية خاصة، وهو ما يجبر النساء على الاعتماد على طرق بدائية لإنجاز أعمال منازلهن من غسل الملابس وتسخين مياه الاستحمام وغيرها من الأمور المنزلية.
وتجد النساء في تلك القرى أن غياب الكهرباء يجعل تدبير أمور منازلهن شاقاً وصعباً، لكن لا خيار أمامهن وسط غياب الحلول.
فيما يشتكي من يملك مولدة خاصة من الأعطال الكثيرة ومصاريف استهلاك مادة المازوت التي باتت تثقل كاهلهم في ظل الظروف المادية الصعبة.
ويتفاقم وضع هذه القرى خاصة في فصل الصيف، حيث تصل درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة، في ظل عدم توفر المياه الباردة أو وسائل التبريد.
وفي شباط/ فبراير 2013، خرجت الشدادي عن سيطرة الحكومة السورية، بعد معارك خاضتها قواتها مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دُمرت خلالها البنية التحتية للمدينة ونُهبت الدوائر الحكومية.
وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شنّ “داعش” هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام سيطر بعدها التنظيم على المدينة.
وفي 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الشدادي.
وقال بسيس العبدالله (65 عاماً) وهو من سكان قرية العلوه الشرقية 18 كم جنوب مدينة الشدادي، إنهم راجعوا العديد من دوائر الكهرباء في الشدادي والحسكة وصولاً إلى عامودا لحل مشكلة الكهرباء، “قدموا لنا وعوداً بجلب محولة كهربائية للقرية ولكن دون فائدة”.
ويبلغ عدد العائلات المتواجدة في قريتي العلوه الشرقية والغرة، ما يقارب أكثر من سبعين عائلة.
ويعاني سكان البيوت الطينية في تلك القرى، بالإضافة إلى الحاجة للكهرباء، من انتشار العقارب والحشرات الضارة مع ارتفاع درجات الحرارة وسط الظلام الدامس ليلاً.
وقالت ضحى الطراف، الرئيسة المشاركة لشركة كهرباء الشدادي إن سكان القرى التي تنعدم فيها الكهرباء طالبوا بتركيب محولات كهرباء جديدة، “ونحن بدورنا قمنا برفع هذه المطالب والكشوفات إلى هيئة الطاقة في إقليم الجزيرة”.
وذكرت “الطراف” أنهم طالبوا التحالف الدولي ومنظمات عاملة في المنطقة بتقديم الدعم المادي لهم لتركيب محولات كهربائية لهذه القرى، “كون أن هيئة الطاقة ليس لديها إمكانية كافية لتركيبها بسبب التكلفة العالية”.
وأشارت الرئيسة المشاركة لشركة كهرباء الشدادي، إلى أنهم تلقوا وعوداً من منظمة لتركيب محولات كهربائية خلال العام الجاري بعد عمل كشوفات عن الأضرار في القرى التي تعرضت محولاتها للسرقة.
ولكن محمود الحسن (50 عاماً)، وهو من سكان العلوه الشرقية عبر عن استيائه من الوعود المتكررة دون تنفيذها وأضاف، “منذ سبع سنوات ونحن بلا كهرباء والجهات المعنية لم تقدم حلول حتى الآن”.
وطالب الرجل الخمسيني بالإسراع في تأمين محولة كهرباء لقريته قبل حلول فصل الصيف، حيث تتفاقم المعاناة أكثر.