عضو باللجنة الدستورية: المعارضة فشلت على كافة الصعد وتسعى لتحقيق مصالح شبكاتها الضيقة
القامشلي– نورث برس
قالت سميرة مبيض عضو باللجنة الدستورية السورية عن كتلة المجتمع المدني، الأحد، إنه “لا يوجد أي دعم جدّي للمعارضة اليوم لأنها فشلت على كافة الصعد خلال العقد المنصرم” من الحرب السورية.
وأضافت “مبيض” لنورث برس أنه رغم حصول المعارضة سابقاً على دعم كبير، لكن “أطرها اتسمت بالفساد، وتبين أنها تسعى لتحقيق وضمان مصالح شبكاتها الضيقة وتتصارع بينياً على هذه الأسس”.
وأشارت إلى أن سوريا اليوم، وبعد أحد عشر عاماً على بدء الحرب، “لا زالت في خضم مسار التغيير، وأن اتجاهه لا زال يتأثر بعوامل عديدة إقليمية ودولية وبأطر التغيير الأوسع في المنطقة والعالم”.
وأعربت العضو في اللجنة المركزية عن اعتقادها في أنه “ينبغي علينا كسوريين السعي لتقويم أي انحرافات في عملية التغيير لتفادي أن تفضي لإعادة تدوير نظم قمعية وشمولية تحت أي مسميات كانت ولتفادي تغييب مصلحة السوريين على حساب تمدد وتمادي مصالح جهات أخرى”.
وتشكلت المعارضة السورية كـ”امتداد لأطر المنظومة السياسية القائمة في سوريا قبل الثورة وهي بذلك كانت خاضعة لذات المفاهيم والسلوكيات وشبكات التبعية الإقليمية والدولية”، بحسب “مبيض”.
وقالت إن المعارضة السورية “لم تستطع تحقيق أي تقدم على مدى هذه السنوات”.
وأشارت لوجود انحراف “هائل عن مطالب ثورة السوريين المحقة وتراجع في المواقف الدولية الداعمة لها”.
وشددت على أن المستقبل يتطلب وضع حد “لهذا التقهقر والانطلاق من مصالح السوريين وليس من مصالح إيديولوجية مرتبطة بأطر عابرة للحدود ونقل حروبها لسوريا في صراع عدمي يؤدي لتدمير البلاد وتشريد أهلها”.
وأشارت “مبيض” لوجود معارضة مستقلة وهي تشكل عموم الشارع المدني المتضرر من العقود المنصرمة, “وهي شريحة أعادت وتعيد تنظيم نفسها في جميع الأطر، وتؤسس تيارات حديثة سياسية ومدنية وحقوقية وسواها”.
ولكن الأطر “مغيبة عن التأثير بالقرار الرسمي الذي لازال مُحتكراً من أطر أيديولوجية وعسكرية وامتدادات للمنظومة القديمة”، بحسب العضو في اللجنة الدستورية.
وترى “مبيض” أنه بعد “عقد من فشل المحاولات، لا جدوى في السعي لتوحيد المعارضات السورية فهي توجهات متمرسة في اصطفافاتها وتفشل باستمرار بتخطيها نحو اصطفاف سوري”.
وتباعد المحاور التي تندرج تحتها هذه المعارضات نتيجة تدهور سياسي عالمي “سيزيد من الأمور سوءاً”.
ورأت “مبيض” أن الحل الأمثل هو أن “تنضوي هذه المعارضات تحت مظلة مدنية حيادية تجاه هذه التجاذبات، لقيادة عملية التغيير في سوريا بكافة المجالات المرتبطة به”.
وقالت سميرة مبيض عضو باللجنة الدستورية السورية، إن حال السوريين اليوم في مناطق المعارضة “يماثل حالهم في مناطق سيطرة النظام من معاناة وفقر وفقدان الأمن والاستقرار”.
وتستمر الأطراف المتصارعة “بتعطيل الحل السياسي والمماطلة به على حساب تدمير سوريا وأهلها”، بحسب “مبيض”.