سياسي سوري: مشاركة الشعب في القرار السياسي سبيل إلى حل الأزمة السورية
القامشلي – نورث برس
أشار سياسي سوري بارز، الأحد، إلى أن تعنت سلطة دمشق وتداخل مصالح القوى المؤثرة على الساحة السورية لا تزال تعيق الوصول لحل سياسي للأزمة السورية.
وفي تصريح لنورث برس، تحدث عضو الهيئة الرئاسة لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، عن الأوضاع ومستقبل سوريا مع اقتراب الذكرى السنوية الحادية عشر على الحرب السورية.
وقال مسلم، إن “أي حلم بالعودة إلى ما قبل العام 2011 غير ممكن، وليس أمام حكومة دمشق سوى مشاركة الشعب في القرار السياسي، وهذا ممكن من خلال المشاريع التي قدمتها الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
وأضاف: “هذا يتضمن تغيير الدستور والإدارة والشخصيات”.
ويرى مسلم، أن تداخل مصالح الدول المؤثرة في الأزمة السورية “يعيق إلى درجة ما حل الأزمة”، كما أن القرار السياسي “ليس في يد حكومة دمشق إنما هي تضبط إيقاعها نحوه بحسب الجهات التي تؤثر عليها كالروس وإيران وقوى أخرى”.
وأشار مسلم إلى أن “المعارضة والدول الغربية والاتحاد الأوروبي، قد تخلو عن قضية إسقاط النظام، لكن يردون تغييره بحيث يمكن عبره تحقيق الديمقراطية”.
وأعرب السياسي السوري، عن اعتقاده في أن “السوريين قادرين على إيجاد حل للأزمة، لكنه بعيد المنال في هذا الوقت، لكن في المستقبل ليس أمام دمشق سوى مشاركة القرار السياسي مع الشعب والجماهير والمكونات الموجودة في سوريا”.
وعلى الصعيد العسكري استبعد مسلم، أن يفضي الحل العسكري إلى تحقيق أي نتائج في خدمة حل الأزمة.
وأشار إلى أن الصدام العسكري وارد في حالة واحدة وهي “ضد الفصائل الجهادية التي تتلقى دعمها من تركيا وقوى أخرى والتي تسيطر على مساحات من الأراضي السورية”.
وشدد على ضرورة إبعاد تركيا عن الحل السوري، كون لها مطامع في سوريا، وهي الطرف الوحيد الذي يقف عائقاً أمام الحل منذ صدور القرار الأممي 2254.
وفي معرض رده على السؤال حول الموانع والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى تفاهمات فيما بين الإدارة الذاتية وسلطة دمشق، قال مسلم: “نعتقد أنه إذا تخلت سلطة دمشق عن ذهنية التفرد بالسلطة وممارسة الاستبداد على جميع مكونات الشعب السوري، فالحل سيكون ممكناً”.
وأشار مسلم، إلى أن ما يحصل في شمال شرقي سوريا يمثل “جوهر الثورة السورية”، التي طالبت بالحرية والديمقراطية ومشاركة الشعب في القرار السياسي.
وأشار إلى صعوبة الحل في ظل بقاء “قوى خارجية تؤيد حزب البعث”، وعدم تخلي “الحزب الحاكم عن ذهنية التفرد بالحكم”.
وعن تعقيدات الملف السوري نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية، قال مسلم: “أعتقد أن القوى الدولية لم تظهر على الساحة السورية بعد الأزمة السورية، بل كانت مشاركة في التخطيط”.
وأضاف: “كانت قواهم المنظمة موجودة على الأرض، كمثال: فالإخوان المسلمين كانوا ضمن إعلان دمشق في 2005، لهذا كانوا مستعدين للانقضاض على الثورة السورية”.
ولخص عضو الهيئة الرئاسة لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، حل الأزمة السورية، في أن “تكف جميع الجهات الخارجية عن إملاء مصالحها على القوى الموجودة على الأرض، وترك الأمور للسوريين لأنهم وحدهم قادرين على إيجاد حل عبر الحوار الواسع، يشارك فيه كل السوريين كجزء من الحل”.