انسداد مجرى مائي على أطراف حي في الرقة يتسبب بمشاكل صحية وبيئية

الرقة – نورث برس

أثناء انشغالها بفتح مجرى أمام الصرف الصحي، توقفت الخمسينية دنيا المهاوش، متكئة على مجرفة كانت بيدها لتروي قصة الطفل الذي وقع قبل أشهر في المجرى المائي المسدود والملوث، المحاذي لمنزلها في حي “الشق” بمدينة الرقة، شمالي سوريا.

“لكن السكان تمكنوا من إنقاذه، وإخراجه من المياه التي يصل عمقها في بعض الأماكن إلى نحو ثلاثة أمتار”، تقول “المهاوش” لنورث برس.

وسبب انسداد المجرى المائي، مشاكل صحية وبيئية، كما أن تكدس النفايات وعدم تعزيل البلدية للمصرف، سبب انتشار الروائح الكريهة والقوارض في الحي.

وتضيف المرأة الخمسينية أن انسداد المجرى المائي وتجمع المياه تسبب بتسرب المياه والرطوبة نحو المنازل التي تقع بالقرب من المجرى وأدت لتصدع جدرانها.

ويعاني سكان حي “الشق” الذي يقع على الأطراف الشمالية الشرقية للمدينة، من انسداد مجرى مائي ملوث يمر بأطراف المدينة الشمالية الشرقية، وتجمع المياه الآسنة على أطراف الحي.

وقبل أكثر 15 عاماً، شكلت المياه الفائضة من قنوات الري في ريف الرقة الشمالي، المجرى المائي، ويمر بمحاذاة المدينة على أطرافها الشمالية الشرقية ويصب في نهر الفرات، ويستخدم بعض المزارعين مياهه في ري أراضيهم الزراعية.

ويبلغ طول المجرى في الحي، الذي تغلب صفة العشوائية على تنظيم منازله، نحو 2500 متر، مما سمح بتشكل مستنقعات يصل قطر بعضها إلى أكثر من 20 متراً.

وأدى عدم تعزيل المجرى المائي منذ أكثر من عام إلى إنبات عيدان القصب وتراكم النفايات التي أدت بدورها لتوقف تدفق المياه نحو نهر الفرات.

وبالإضافة إلى تجمع مياه الصرف الصحي من حي الشق، الذي يفتقر لشبكة تمديدات صحية، تأتي بعض النفايات من الأحياء الأخرى عبر ذات المجرى القادم من حيي الأندلس والرميلة بأطراف الرقة الشمالية، لتزيد من الأمر سوءاً.

ووفقاً لسكان الحي فإن تعزيل المجرى من النفايات سيسمح بتدفق المياه بشكل سهل نحو نهر الفرات والحد من تجمع المياه بالقرب من المنازل في الأحياء التي يمر منها، وهو ما لم يتحقق رغم تكرار المطالبات بذلك.

وتنتشر في حي “الشق” المستنقعات المائية والروائح الكريهة وأنواع من الحشرات، إلى جانب تجمع مياه على أطراف المنازل ما يشكل خطراً على حياة الأطفال.

وبحسب سكان الحي، فإن بلدية الرقة أرسلت منذ نحو سبعة أشهر جرافة لتنظيف المجرى لكن المجرفة كانت قصيرة ولم تتمكن من الوصول للنفايات، لتسحب البلدية آلياتها دون العودة مرة أخرى.

وتعليقاً على الموضوع، قالت بلدية الرقة لنورث برس، إن مسؤولية تنظيف المجرى تقع على عاتق لجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني كونه مجرى مائي وتروى منه الأراضي الزراعية وليس مجرى للصرف الصحي.

وأشارت البلدية إلى أنه على السكان مراجعتها مرة أخرى وتقديم طلب لدائرة الأشغال العامة (الصرف الصحي) بتعزيل المجرى المائي والتي تحوله بدورها للدوائر المعنية.

بينما قالت لجنة الزراعة، إن المجرى يستخدم لتصريف نفايات معمل السكر الخارج عن الخدمة، منذ خروج المدينة عن سيطرة القوات الحكومية 2013.

وأضافت لنورث برس، أن تعزيله يحتاج لكتاب رسمي يقدمه السكان لبلدية الرقة والتي تحوله بدورها للجنة الزراعة لتقوم الأخيرة بتعزيل المجرى.

ولكن وسيم محمد (20 عاماً) وهو من سكان الحي، قال إن السكان قدموا عدة شكاوى للجهات المعنية “لكنهم لم يلقوا رداً إلى الآن”.

وأشار إلى أن تجاهل الشكاوى المقدمة من السكان هو أمر “مؤسف”، والوضع الذي يعيشه سكان الحي في ظل وجود المياه الراكدة “مأساوي”.

وأضاف لنورث برس أن البيئة السيئة التي أنتجها المجرى تتسبب في انتشار الأمراض الجلدية خصوصاً بين الأطفال.

وتساءل الشاب العشريني: “إلى متى يمكن أن يترك سكان حي وكأنهم يحسبون زوراً أنهم يسكنون حي في المدينة بوقت لم يرَ سكانه أي آلية للبلدية منذ شهور مضت”.

إعداد: عمار عبد اللطيف ـ تحرير: عمر علوش