شيفرة "كيميا" حل مسرحي للألم السوري
دمشق - أحمد كنعان - NPA
"كيميا" عرض مسرحي جديد للمخرج المسرحي عجاج سليم، مأخوذ عن نص "مجالات مغناطيسية " للكاتب الروسي الكسندر اوبرازتسوف، يقدّم لعدة أيام بدءاً من الـ 31 من آب / أغسطس المقبل، في دار الأوبرا بدمشق.
الحب هو المفتاح
يحاول عجاج في مسرحيته "كيميا" أن يحوّل الألم إلى عاطفة حب، كحل للخروج من الأزمة التي تعصف بالإنسان السوري، فيقول لـ"نورث برس" إن "نتيجة إحساسي بعد هذه الأزمة التي عصفت بالبلاد، لم يعد لدي أمل، لا بحلول سياسية ولا بحلول عسكرية ولا أية حلول، عندي أمل بكلمة بسيطة للغاية وهي الحب."
عدم الثقة بحلول غير الحب، دفع عجاج سليم لاختيار نص الكسندر اوبرازتسوف لأنه "ينتمي للجيل الجديد من المخرجين الروس الذين يقدمون اتجاهاً جديداً في المسرح الروسي المعاصر"، وذلك بعد أن قام بإعداد النص وأخرجه بنفسه، عقب تحويله من الفصحى إلى العامية، ليكون مقارباً للواقع السوري.
وتتناول المسرحية قصة حب ولكن بظروف استثنائية غير طبيعية ومختلفة للغاية، وتنتج إرادة تؤدي لتغيير شامل في حياة طرفي العلاقة، بعد صراع كبير مع الظروف المعقدة التي يعيشان فيها.
إذ يرى عجاج في الحب، الشيفرة الوحيدة المناسبة لفتح أبواب القلوب، فيقول "أنا أقصد الحب بمفهومه الشامل والكوني، ولكي تعود سوريا كما نعرفها ونحلم بها، يجب أن نؤمن بخيار الحب والإرادة، لذلك مهما كان ذلك يبدو صعباً لأنه لا خلاص للكرة الأرضية كلها إلا بالحب".
الأساس هو الجمهور
ويضيف شارحاً عن تقنيات إخراجه للعمل "إن طبيعة النص الذي يحتوي فرضية علمية عن وقوع شخصين في مجال مغناطيسي، بحيث لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما، فرضت علي استخدام تقنيات لمجاراة هذا."
مشيراً أن الجمهور يكون بأول حساباته عند تقديم أي عرض لذا "لن يكون هناك أي فزلكة أو استعراض باستخدام هذه التقنيات، هناك جديد بهذا العرض إخراجياً، وأترك الحكم فيه للجمهور."
العروض السابقة للمخرج سليم كان يواكبها دائماً حضور جماهيري حافل، ولعل السبب في ذلك هو العفوية السحرية، والبساطة الصعبة، بأسلوب الإخراج.
بعد غياب طويل
من جهة أخرى يستمر المخرج بالعمل مع الممثلين الشباب، كما العادة، إضافة لاعتماده على أصحاب الخبرة.
وإلى جانب طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، يعود نجم المسرح، مأمون الفرخ، الذي توقف عن العمل المسرحي، لأكثر من /20/ عاماً، والتفت خلال هذه السنوات للمساهمة بتأسيس مسرح الطفل وقدم عروضاً كثيرة عليه.
يتحدث مأمون عن عودته بعد غياب طويل قائلاً "أنا سعيد للغاية ولكني قلق وخائف جداً، وترددت كثيراً، حتى أني قلت لا أريد العمل، ولكن بعد أن قرأت النص وقعت بغرام الشخصية. إضافة لثقتي بالمخرج جعلتني أغيّر رأيي وأعود للعمل في مسرح الكبار بعد هذا الجفاء الطويل".
ويضيف عن دوره في المسرحية "سألعب شخصية المتسكع، وهو ضمير باقي الشخصيات ومحرك الأحداث في العرض تقريباً، وقد يتنبأ بها أحياناً، وهو يدعو للحب كمطهر للأرواح، ونبذ كل ما يمكن أن يلوّث الأمل."
تجدر الإشارة إلى أن عجاج سليم، مخرج مسرحي بدأ مسيرته الفنية بمسرحية سفر برلك، والتي يعود نصها للكاتب السوري الراحل، ممدوح عدوان عام 1994، فيما تتالت أعماله المسرحية، حتى شكل علامة فارقة.
فيما أشار نقاد في مجال المسرح، بأنه يمكن القول أنه "لا يستطيع باحث في المسرح السوري المعاصر، أن يكوّن فكرة كاملة، دون التأمل ملياً في تجربته الفريدة وذات الجماهيرية الواسعة جداً."