محللون أتراك يعلقون على تصريحات قائد "قسد" بخصوص إمكانية التفاوض مع تركيا
اسطنبول ـ نورث برس
أكدت الباحثة التركية في علم التاريخ "سيدا أولتاغ"، الخميس، أنه في حال تمت المفاوضات بين الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا وبين تركيا، فإن ذلك سيكون شيئاً إيجابياً وسيعود بالنفع على الكُرد، خاصة داخل سوريا كونهم ينتظرون السلام والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
كلام "أولتاغ" جاء تعليقاً على التصريحات التي أدلى بها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لموقع "المونيتور" الأمريكي، والتي أشار فيها إلى إمكانية عقد مفاوضات مع تركيا.
وقالت "أولتاغ" لـ "نورث برس"، إنه "قبل العام 2015 كان هناك طاولة تقارب لوجهات النظر بين الإدارة الذاتية وتركيا، ولم يكن وقتها معلوم ما هي تفاصيل المرحلة ومضمونها، لكن كان من الواضح أن هناك إرادة لحل الموضوع الكُردي بسوريا وشرق الفرات، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، لينتهي الحوار وتبدأ الحرب بين الطرفين من جديد".
وأضافت أنه "من بعد العام 2015 بدأ التدخل التركي في سوريا ومناطق الكُرد وغيرها من المناطق السورية، وكان هدف تركيا من خلال ما تُظهر خطاباتها آخر /5/ سنوات، أنها ضد تشكيل إدارة ذاتية شرق الفرات وكان ذلك مبرراً للعمليات العسكرية التركية في عفرين وتل أبيض ومنبج وإدلب وغيرها".
لا تغيير في السياسة
وأشارت "أولتاغ" إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي تغير في السياسة التركية تجاه الكُرد في سوريا وتجاه كُرد تركيا، وحتى الآن السياسة التركية تريد السيطرة على مناطق كُردية في سوريا، وأيضاً في تركيا من خلال إبعاد رؤساء البلديات واعتقال أنصار حزب الشعوب الديمقراطية (HDP)، أي أن الخصومة بين الأحزاب الكُردية والحكومة التركية ماتزال مستمرة.
وأعربت الباحثة التركية عن استغرابها في بادئ الأمر من تصريحات "عبدي"، وقالت "شعرت بداية بالاستغراب من هذا الإعلان وبنفس الوقت فرحت به لأن كل الناس ينتظرون السلام ويريدون الرجوع إلى حياتهم الطبيعية".
وأكدت أن "الاستعداد للمفاوضات شيء ممتاز وإيجابي ومعظم الناس سيفرحون به، لكن بنفس الوقت لا نعلم ما هو المضمون، وبناءً على ماذا تم الاستناد حتى طُرح هذا الإعلان، لكن من المؤكد أنه ربما تكون إشارة إلى أن الطرفين على استعداد للمفاوضات".
وفي رد منها على سؤال حول الموقف التركي من هذا الإعلان قالت، إنه "لا يوجد حتى الآن أي إشارة أو موقف رسمي من قبل الطرف التركي، ولا أتوقع أن موقفه سيكون إيجابياً كون النظام التركي حتى اليوم لم يغير سياسته تجاه الكُرد في سوريا أو تركيا، لكني أتمنى أن يصدر موقف إيجابي من تركيا".
ضغط دولي
ولفتت الانتباه إلى أنه في حال كان هناك ضغط دولي على الطرفين فإن المفاوضات بينهما من المحتمل أن تنجح، وخاصة في حال كان هناك ضغط روسي أو أمريكي على تركيا فإنه من المحتمل جداً أن توافق على تلك المفاوضات، لذلك "الأمر يحتاج لضغوط دولية لإنجاح ما دعا إليه عبدي".
ومؤخراً بات من الواضح في التصريحات التي يطلقها "عبدي" الرغبة في توحيد الصف الكُردي، وتقريب وجهات النظر ما بين الإدارة الذاتية وباقي الأطراف المتحاربة معها.
ضمانات أمريكية
وبدوره رأى المحلل السياسي التركي "مهند أوغلو" أنه في حال كانت هناك "ضمانات أمريكية وشديدة التأكيد على عدم المساس بالأمن القومي التركي ورضوخ قسد للشروط التركية من الممكن أن تتم المفاوضات، عدا ذلك فليس هناك تفاوض".
وأعرب في حديث لـ "نورث برس"، عن اعتقاده أنه ربما تكون هناك مفاوضات غير مباشرة للتأكد من نوايا قسد والتأكد من الضامن الأمريكي، وهذا سيحتاج لوقت ليس بالقصير، وعلى الأرجح سيعرض الأمر على مجلس الأمة التركي لمناقشته ودراسة جدواه".
مفاوضات جدّية بوسيط
أما الناشط الحقوقي والمعارض السوري المقيم في ألمانيا "مصعب المـحمد" فرأى أن "قيادات قسد قد يكونون جادين في هذه المفاوضات مع تركيا وقد يكون الوسيط هو المجلس الوطني الكُردي، لكن بنفس الوقت ستكون شروط أنقرة قاسية جداً ولا يمكن أن تلبي العروض التركية طموحات قسد التي تتطلع للحكم الذاتي".
وأضاف في حديث لـ "نورث برس": "شخصياً كمعارض سوري، أرى بأن في تقرب قسد من الأتراك منفعة لنا كون أي تقارب مع الأتراك سوف ينتج عنه تباعد مع نظام الأسد الذي كان يلعب على وتر شق الصف العربي الكُردي وكان المستفيد الأكبر من قتال المعارضة لقسد، كون تلك المعارك التي حدثت شرق الفرات وتصادم الأتراك مع قسد كان السبب الرئيسي الذي مكّن النظام من الوصول للحدود التركية ودخول شرق الفرات وبدون رصاصة واحدة".