تحذيرات من تفشي "كورونا" في ليبيا عن طريق فصائل تركيا
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أمس الخميس، في بيان صحفي عن وجود اشتباه بإصابة عشرات من عناصر الفصائل السورية القادمين من تركيا إلى ليبيا، بفيروس "كورونا"، مشيراً إلى أنه يتم احتجازهم في الحجر الصحي داخل قاعدة معيتيقة الجوية.
وتشير المعلومات التي نشرها المتحدث باسم الجيش الليبي، إلى وجود قرابة الـ/20/ عنصراً جميعهم من السوريين الذين استجلبتهم تركيا للقتال في ليبيا، يشتبه بإصابتهم بفيروس "كورونا، ومرجح أن يكونوا قد جاؤوا إلى ليبيا "وهم يحملون الوباء".
وهو ما أكده قائد محور عين زارة بالجيش الوطني الليبي، اللواء فوزي المنصوري، والذي أشار في تصريحات تناقلتها تقارير إعلامية، إلى استمرار نقل تركيا لعناصر أتراك إلى ليبيا (عسكريين) فضلاً عن إرسالها "مرتزقة" سوريين "ربما يكونوا مصابين بفيروس "كورونا"، مشدداً على أن الجانب التركي لم يوقف فيروس "كورونا" عن مخططه الرامي إليه، وهو في سبيل ذلك يواصل إرسال العناصر التركية والسورية للقتال في ليبيا.
وطبقاً للمعلومات التي أعلن عنها النائب البرلماني الليبي سعيد أمغيب، فإنه "يوم الجمعة الماضي، هبطت طائرة جديدة في مطار مصراتة، مُحملة من (المرتزقة) السوريين القادمين من تركيا، ودخلوا البلاد دون أي تفتيش أو إجراءات صحيّة تحسباً لإصابتهم بفيروس كورونا، على اعتبار أنهم تلقوا تدريبات في تركيا قبل وصولهم إلى ليبيا، ومن الوارد أن يكونوا مصابين فعلاً".
ووفق ما أكده أمغيب، فإن "أنقرة تمثل بؤرة خطيرة لفيروس كورونا المستجد، واستمرار نقل المرتزقة من خلالها إلى ليبيا يهدد ليبيا بتفشي الفيروس".
وكان أوضح أمغيب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن "حكومة الوفاق وقادة الميلشيات ومن ساندهم وتحالف معهم في استدعاء تركيا والاستعانة بها لجلب المرتزقة من سوريا والإرهابيين من كل أنحاء العالم لمحاربة الجيش ومحاولة السيطرة على العاصمة طرابلس، هؤلاء جميعاً اهدروا الكثير من الفرص التي منحتها لهم القيادة العامة للجيش فأصبحوا بالتالي أمام أحد خيارين لا ثالث لهما، إما السجون حتى تقديمهم للمحاكمة، أو الموت على أيدي أبطال جيشنا الباسل".
وأعلنت ليبيا، الأربعاء الماضي، عن أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" المستجد رسمياً داخل البلاد، وذلك وفق بيان صادر عن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، العامل في مختلف الأراضي الليبية.
ويذهب محللون لأبعد من مجرد إرسال عناصر سوريين دون الكشف عن إصابتهم بفيروس "كورونا" من عدمه، ولم يستبعدوا أن تصدِّر أنقرة المصابين بـ"كورونا" مباشرة إلى ليبيا.
وهذا ما قاله الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه، عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر"، والذي شدد على أنه "من غير المستغرب أن يقوم النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، بنقل أي مصاب بفيروس كورونا إلى ليبيا، وخاصة إلى طرابلس ومصراتة (مناطق سيطرة الميلشيات في ليبيا)"، مشدداً على أن "الكيان التركي العنصري قد يمارس أخبث الطُرق لممارسة التطهير العرقي ضد الإنسان العربي في الساحل الليبي".
وتتواصل العمليات العسكرية في ليبيا رغم الهدنة التي أعلن الطرفين (حكومة الوفاق والميلشيا المدعومة من تركيا من جهة، والجيش الليبي من جهة أخرى) الالتزام بها.
فيما دعت عديد من الأطراف في مقدمتها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وسفارات كل من الجزائر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وتركيا والولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى حكومتي تونس والإمارات العربية المتحدة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومنظمة الصحة العالمية، إلى ضرورة وقف القتال لدواعي إنسانية في ظل تنامي تهديد وباء فيروس "كورونا" القاتل.