إيزيديو عفرين المهجرون بريف حلب الشمالي ينهون احتفالهم بعيد الـ"بيخون"
ريف حلب الشمالي - دجلة خليل - نورث برس
انتهت اليوم احتفالات إيزيديي عفرين المهجرين بريف حلب الشمالي بعيد "بيخون" (pêxwîn) والذي يصادف الخميس الأول من كل شهر شباط الشرقي (تقويم زراعي يعتمده الإيزيديون) حيث يصوم الإيزيدون ثلاثة أيام ويحتفلون في اليوم الرابع.
وتعني كلمة "بيخون" بلا دماء، وتحرّم في تلك الأيام الثلاثة الذبائح والصيد وكذلك لا يُستحب السفر، ويعتمد الإيزيديون في تلك الأيام على الخضروات والبقول ومنتجات الطبيعة، لأنهم يرونها فترة موسم الخصب وتكاثر الحيوانات.
وبدأت الاستعدادات لاستقبال هذه المناسبة الدينية من قبل إيزيديي عفرين المهجرين في ريف حلب الشمالي منذ أكثر من أسبوع، حيث بدأوا بجمع الحبوب وتحميصها وطحنها استعداداً ليوم العيد.
وحول هذه الطقوس الدينية المعتمدة في هذا العيد، قالت عائشة سيدو لـ"نورث برس"، "نخلط على الأقل /7/ أنواع من الحبوب كالقمح والشعير والبزر والكمون والحمص و... شريطة أن تكون من إنتاج هذه السنة كدليل على نهاية الموسم الزراعي، ونقوم بتحميصها على النار ومن ثم نطحنها لتصبح كالدقيق، ونسميها بالـ"بيخون".
وأضافت أنهم يقومون بنثر الـ"بيخون" على الأراضي الزراعية للحصول على بركة الأراضي وزيادة الانتاج الزراعي".
وبحسب المُعتقد الايزيدي فإن كل من يرغب بتحقيق أمنية له يتناول القليل من دقيق الـ"بيخون" (pêxwîn) ويضع الإناء الموضوع فيه في مكان مرتفع في الغرفة وينام من دون أن يشرب المياه ليكتسب البيخون البركة من الحجر الايزيدي المبارك المعروف باسم "حجر السيفان".
وبحسب الاعتقاد الإيزيدي، فإنهم في منامهم يتلقون إشارة على احتمالية تحقيق الحلم أو عدم تحقيقه، ويستفيقون صباح اليوم التالي ليرووا منامهم.
وتوجه صباح أمس الخميس، أعضاء اتحاد الايزديين لمخيم العودة (سردم) لمهجري عفرين بريف حلب الشمالي وبدأوا بالتحضيرات لاستقبال الأهالي والضيوف للاحتفال وتبادل التهاني وأخذ حصتهم من دقيق "البيخون".
وشارك العديد من الضيوف من وجهاء العشائر العربية وممثلين عن الطائفة العلوية والمئات من مهجري عفرين في الاحتفال بهذه المناسبة، وتخلل الحفل تراتيل دينية لفرق الأطفال والشبان والفرق الموسيقية والغنائية.
أوريفان منان، إحدى الشابات الإيزيديات المشاركات في الاحتفالية، قالت: "عيد "بيخون" هو رمز للسلام والمحبة واحتفل معنا الناس من ديانات ومعتقدات أخرى".
وأضافت أنها ستتناول الـ"بيخون" على أمل أن يتحقق حلمها بالعودة إلى مدينتها عفرين، بحسب المُعتقد الإيزيدي.
كما توجهت الفتيات في نهاية الحفل إلى الخيم مرتدياتٍ ملابسهن الفلكلورية، وقمن بتوزيع الـ"بيخون" على القاطنين في المخيم طالبين منهم طلب أمنيات.
ويقطن الإيزيديون في /22/ قرية تابعة لمدينة عفرين ويبلغ تعدادهم حوالي /25/ ألف شخص، إلا أن غالبيتهم نزحوا منها إبان العملية العسكرية التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها ضد عفرين بتاريخ 20 كانون الثاني/ يناير 2018.
وأقدمت فصائل المعارضة المسلحة في عفرين على تدمير كافة المعابد والمزارات الإيزيدية وحولت بعضها إلى جوامع، كما وأجبرت بعض الإيزيديين على ارتياد الجوامع وذلك بهدف محو الديانة الإيزيدية ومعالمها.
وتعرض الإيزيديون في شنكال بتاريخ 3 آب/ أغسطس 2014، لمجزرة وحشية ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" بحقهم حيث راح ضحيتها أكثر من /5000/ إيزيدي، كما تم أسر الألاف من النساء وبيعهن في أسواق الموصل والرقة ودير الزور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.