محلل سوداني: لقاء البرهان مع نتنياهو شرط أمريكي
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قال المحلل السياسي السوداني حماد فضل الله، إن المزاج الجماهيري السوداني لم يتغير اتجاه "التطبيع" مع إسرائيل، مبيناً أنه لا زال بغالبيته ضد التطبيع.
واعتبر فضل الله في حديث لـ"نورث برس"، أن هناك مبالغة إسرائيلية في توظيف لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الرحمن البرهان؛ ذلك أن الأخير ليس الجهة التنفيذية المخولة دستورياً باتخاذ قرار المضي قدما بالتطبيع.
لكن فضل الله، أقر في الوقت ذاته أن مقدمات تغير سياسة السودان اتجاه إسرائيل وانعقاد لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وسودانيين، ليست وليدة اللحظة.. بل تعود لسنوات، وقبل الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، حيث كانت "لقاءات سرية".
وشكك المحلل السياسي السوداني حامد فضل الله بوجود مقاطعة عربية لإسرائيل، معتبرا أنها باتت "كذبة" الآن، وأن هناك مصالح وعلاقات سرية تربط عواصم عربية مع تل أبيب.
وأشار إلى أن لقاء البرهان مع نتنياهو كان "شرطاً" أمريكياً، مقابل النظر في طلب السودان بإنهاء عزلته وإزالته من قائمة "الدول الراعية للإرهاب".
ولا يمكن للشعب السوداني أن يقدم مصلحته على مصلحة الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان يوميا على يد إسرائيل، بحسب فضل الله.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور غسان الخطيب لـ"نورث برس"، إن هناك نقدا داخلياً يتمثل بتلاشي الحضور الفلسطيني الرسمي والشعبي بالمنطقة العربية بعد نشوء السلطة في الأراضي الفلسطينية عام ١٩٩٤؛ "الأمر الذي حال دون التفاعل مع الهم العربي".
ورأى الخطيب أن حالة الانعزالية الفلسطينية وعدم الاهتمام بالمحيط العربي، أدى إلى بروز توجهات عربية نحو التطبيع وعدم الاكتراث بقضية فلسطين.
وعليه، فلا بد من الخروج من حالة الانعزالية الفلسطينية شعبيا رسميا، والتفاعل مع الهم العربي وإقامة علاقات مع مكونات المجتمع المدني في الدول العربية، وذلك لسد الثغرات التي تستغلها إسرائيل وتوظيفها في سبيل تغيير الوعي الجمعي العربي، والإيقاع في فخ التطبيع، بحسب الخطيب.
ودعا كافة مثقفي وأكاديميي الوطن العربي لخلق حوار ونقاش عميق فيما يتعلق بمسألة التطبيع؛ "ذلك أنه ليس لمصلحة الدول العربية كما تروح إسرائيل وأمريكية".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور غسان الخطيب، أن إسرائيل تنظر إلى التطبيع من منطلق تكريس المنطق الاستعلائي القائم على مفهوم "السيد والعبد".
وتنبع خطورة التطبيع، من كونه يدمر أسس العلاقات الدولية القائمة على الحقوق المتبادلة، بحسب الخطيب، الذي تساءل عن كيفية إقناع إيران وغيرها للجم ووقف تدخلاتها في المنطقة، ما دام التطبيع سيعطي شرعية لممارسات إسرائيل التي تتجاوز القانون الدولي.