الطقس البارد وعدم توفّر المازوت يغيبان طلاب السويداء عن المدارس
السويداء – جبران معروف – نورث برس
امتنع أولياء أمور في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، مؤخراً، بسبب عدم توفر محروقات التدفئة في ظل موجة البرد التي تشهدها المنطقة عموماً.
وتستيقظ أم شادي، من أهالي السويداء، باكراً لتفقد حالة الطقس على أمل إرسال ولديها إلى المدرسة بعد تغيبهما منذ أسبوع جراء موجة الصقيع وعدم توفر المازوت في المدارس.
وقالت أم شادي لـ "نورث برس" إن المازوت غير متوفر في المدارس، وطفلاها لا يستطيعان تحمّل البرد الشديد، حتى أنهما لم يتعافيا بعد من نزلات البرد التي انتشر بين طلاب المدارس خلال الأيام القليلة الماضية، "لا يمكن أن أخاطر بإرسالهما إلى المدرسة ".
وبدا علوان أبو مجد، من سكان السويداء أيضاً، مستاءً من اضطرار أطفاله للتغيب عن المدرسة، متسائلاً عن سبب عدم توفر مادة المازوت في هذا الطقس البارد.
وقال معاتباً، "من سيتحمل مسؤولية التقصير الدراسي للطلاب؟ فالمدرّسون ولتلافي التأخر في الخطة الدراسية سيقومون بتجاوز بعض الدروس أو تكثيف الخطة، غير مبالين باستيعاب الطلاب للمعلومات أم لا".
وتقول مديرية التربية في السويداء، بخصوص المنهاج المقرر، إن المدارس ملزمة بخطّة دراسية محددة ببرنامج زمني، لذلك تلزم المدّرسين بتعويض الطلاب ما فاتهم من دروس جراء غيابهم بسبب الطقس.
وكان مدير التربية في السويداء قد قال، قبل أيام ، عبر صفحة المديرية على فيسبوك، إن الاحتياجات السنوية لمدارس المحافظة من مادة المازوت تبلغ نحو مليون و/57/ ألف لتر، تم توزيع نحو /677/ ألف لتر، في حين تأخر توزيع /380/ ألف لتر منها.
وأشارت مدرّسة، فضلت عدم ذكر اسمها، إلى اضطرارهم في بعض الأحيان لإشعال الورق المقوى وما يتوفر من قطع الخشب، "مع ذلك لا تستطيع المدفأة إشعارنا بالدفء في غرفة الصف الكبيرة حيث يتسرب الهواء البارد من النوافذ الحديدية غير محكمة الإغلاق".
وقالت المدرّسة إنهم مجبرون على البقاء في المدرسة لحين انتهاء الدوام الرسمي رغم تغيب معظم الطلاب، "خوفاً من حضور لجنة تفتيش من مديرية التربية، التي تحاسب المدّرس غير الموجود، لكنها لا تحاسب نفسها في عدم توفير مادة المازوت".
وقالت مصادر مطلعة في مديرية التربية، طلبت عدم كشف هويتها، إن أزمة نقص مادة المازوت "مشكلة عامة في جميع مدارس المحافظة"، بسبب نقص توفر المازوت في محطات الوقود في المحافظة.
وأضافت المصادر "تحاول إدارات المدارس الاقتصاد في ما تبقى لديها من وقود، لتأمين التدفئة لأطول وقت ممكن، حيث يتم إشعال المدافئ في أيام البرد الشديد ولفترات محدودة ".