اقتصاديون: فتح الطريق الدولي M5 سينعش الحركة التجارية
حلب – علي الآغا - نورث برس
مع فتح طريق حلب - دمشق الدولي (M5) من قبل قوات الحكومة السورية، بات التجّار والمهتمون بالشأن الاقتصادي في مدينة حلب متفائلين بتنشيط حركة التجارة في سوريا عامة، وفي حلب خاصة.
ويتوقع تجار ومراقبون أن يربط الطريق الدولي (M5)الشمال السوري بجنوبه وأن يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية الداخلية بين المحافظات السورية، لاسيما أن الثروات الصناعية والمناطق الخصبة والمدن الصناعية تتوزع على جانبيه.
وسيطرت قوات الحكومة السورية، الثلاثاء، على كامل الطريق الدولي حلب – دمشق، وسط تقدمات جديدة حققتها في مناطق خفض التصعيد، وفق ما أكد مصدر عسكري لـ"نورث برس".
وكانت مدنية حلب قبل الأزمة السورية تعد الشريان الرئيسي للتجارة بين الدول المجاورة لسوريا وقلب الصناعة السورية في كافة مجالاتها.
وبدأ تجّار في حلب بالاستعداد لما بعد فتح طريق دمشق -حلب مع بدء العملية العسكرية التي بدأت بها الحكومة السورية في منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الفائت في ريفي إدلب وحلب.
ويرى مصباح موصلي، وهو تاجر وصناعي من حلب، في حديثه لـ"نورث برس"، أن فتح طريق حلب الدولي "سيمكن جميع التجّار والصناعيين في سوريا من تنشيط اليد العاملة والصناعة وتصدير البضاعة السورية للدول المجاورة كما كان الحال في السابق".
ويؤكد موصلي أن الأسواق السورية ستشهد انخفاضاً كبيراً في أسعار جميع السلع بعد اختصار مدة الطريق من /9/ ساعات إلى /4/ ساعات، ما يسمح للتجار بالمجيء إلى حلب من أجل استيراد البضائع وشحنها بشكل أسرع.
ويبلغ الطريق الدولي دمشق -حلب والمعروف بـ طريق "M5" نحو /432/ كم وهو أطول الطرق في سوريا ويعتبر طريقاً أساسياً للاستيراد والتصدير، والّذي يربط بين أبرز مدن سوريا، من العاصمة الاقتصادية حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص في الوسط ثم العاصمة دمشق ودرعا جنوباً وصولاً إلى الحدود السورية ـ الأردنية، لذلك يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة.
ويرى المهندس عمر عزت، مدير مكتب تنظيم نقل البضائع في محافظة حلب، أن فتح طريق حلب الدولي يعد "خطوة أساسية لفتح الشريان النابض بين المحافظات السورية بين الشمال والجنوب، ما يعطي انسيابية مريحة لحركة نقل البضائع".
وقال إن "انعكاسات تأمين الطريق ستأتي إيجابية على أسعار أجور النقل بعد الاستغناء عن المرور بالطرق البديلة والطويلة، بالإضافة لفتح أبواب أخرى لتصدير واستيراد المواد من وإلى الدول المجاورة".
وتعمل القوات الحكومية، حالياً، على تأمين جانبي الطريق من الجهة الغربية حيث تتركز ضربات القوات الحكومية على منطقة خان العسل، بحسب ما أفاد مصدر عسكري لـ"نورث برس".
وقال عضو مجلس غرفة تجارة حلب عادل هشام في حديث لـ "نورث برس"، إن استكمال تأمين طريق دمشق - حلب سيبعث النشاط في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة.
وقال حسن حزوري، دكتور في الاقتصاد بجامعة حلب، لـ"نورث برس"، إن فتح الطرقات الدولية ضرورة من أجل "تنمية الاقتصاد السوري من جديد بعد هذه الظروف الصعبة التي مرت بها خزينة الدولة ما يشّجع التجار في باقي الدول على القدوم لسوريا وفتح مشاريع لها وشراء المنتجات السورية".
وما يزيد توقعات المختصين في تأثير الطريق M5، هو فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بالإضافة إلى إمكانية وصول الصادرات السورية وحركة الترانزيت لأسواق مصر وغيرها بكمياتٍ أكبر وتكلفة أقل من كلفة الشحن الجوي والبحري المستخدم خلال الفترة السابقة.
وبين مدحت سليمان، دكتور في الاقتصاد بقسم العلاقات الاقتصادية الدولية في جامعة حلب، بأن فتح طريق حلب الدولي ليس مهماً لسوريا فقط بل هو "مهم جداً للدول المجاورة"، تركيا ولبنان والأردن، من أجل تبادل البضائع فيما بينها من خلال عبور البضائع واستخدام الطريق "للترانزيت" عبر سوريا.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان قد اتفقا في سوتشي أيلول/ سبتمبر الماضي على إعادة فتح الطريق الدولي M5، قبل أن تؤدي أحداث المعارك الأخيرة في ريفي إدلب وحلب إلى سيطرة القوات الحكومية على الطريق بدعم روسي.