الصفحة الرئيسية / مجتمع / التاريخ : 2020-01-28 11:28:05
ناشطة حقوقية: تفشي ظاهرة التسول بحلب رغم تصريحات المعنيين بانخفاضها
حلب - أحد المتسولين تحت جسر 16 تشرين - نورث برس
حلب - زين العابدين حسين – نورث برس
أفادت جهان سمان، ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومقيمة بمدينة حلب لـ"نورث برس" بأن انتشار ظاهرة التسوّل سببها الفقر وموت المعيل أو فقدانه من جهةٍ، وتردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة واستغلال الأطفال أحياناً من جهة أخرى، وما يصرّح به المسؤولين هو للإعلام فقط.
وتعد ظاهرة التسول في سوريا ظاهرة قديمة، ولكنها ازدادت بشكلٍ ملحوظ خلال سنوات الحرب وخاصةً في حلب، فمنهم من امتهن الأمر كعمل، وذلك لسهولة ورياحة تأمين المال، ومنهم من لهم ظرفٌ خاص لا يستطيعون معها تأمين قوت يومهم إلاّ عن طريق هذا العمل.
تقاعس المؤسسات الحكومية
قالت جهان سمان إن تقاعس المؤسسات الحكومية المعنيّة، وتقصير الجمعيات الأهلية ذات العلاقة، وفقدان التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع سبب ضعف الثقة وأدى لانتشار ظاهرة التسول وتزايدها بسوريا، على حد وصفها.
وتعليقاً على تصريح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل صالح بركات في حلب، الذي قال بأن نسبة التسوّل تضاءلت مقارنة بالأعوام السابقة بنسبة /%95/، قالت سمان: "هذا التصريح للإعلام فقط، أما على الأرض فالتسول ظاهرة تتفشى في المجتمع، وخصوصاً بعدما أصبح /%40/ من الأفراد فقيراً، والإحصائيات مثبتة".
وحَمّلت سمان وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل العبء الأكبر في الحدّ من الظاهرة متهمةً إياها "بالتقاعس والاكتفاء بالجمعيات الأهلية والتنظير والنفاق الإعلامي" الذي جعل التسول ظاهرة مستفحلة.
ونوهت إلى أنه طالما لا توجد نية صادقة وتعاون بين جميع الجهات، ابتداءً من الوزارة مروراً بالجمعيات ومجلس المحافظة وانتهاءً برجال الدين والأهالي، فستبقى الأمور على ما هي عليه.
لا معيل ولا أوراق ثبوتية
كما ترى جهان بأن الحرب والحصار الاقتصادي وتدني مستوى الليرة السورية وغلاء المعيشة، وعدم وجود خطط تنمية للمناطق الفقيرة وبرامج خاصة بهم زاد من ظاهرة التسول، بحكم أن أغلب المتسولين لا يملكون أوراقاً ثبوتيةً أو معيلهم مفقود لسبب ما.
وكل ما سبق يمنعهم من الاستفادة من البرامج الحكومية ومشاريع الجمعيات والمنظمات العاملة في سوريا لذلك يلجؤون للتسول لتأمين قوت عيشهم.
ففي مشهدٍ بحلب؛ كهلٌ سبعيني يجلس على الرصيف مقابل جسر /16/ تشرين من جهة محطة بغداد، وبجانبه كيس لانتقاء ما تيسر أمره وصَلُح بيعه مما يراه بطريقه، ولكنه رفض التحدث مكتفياً بالنظر وسحب أنفاسه من دون أن يتفوه بكلمة ليهمّ بالرحيل متمتماً بكلمات غير مفهومة.