رغم الأوضاع المعيشية الصعبة.. حفلات تبذير أموال في الملاهي الليلية بدمشق
دمشق - أحمد كنعان - نورث برس
تشهد الملاهي الليلية المنتشرة في دمشق وضواحيها حفلات تبذير أموال، ليتم إلقائها على المغنين والمغنيات لقاء إلقاء التحيات باسم شخص معين، إضافة إلى جليساتٍ مأجوراتٍ من الفتيات والموسيقا الرديئة والغناء الهابط، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد ظروفاً معيشيةً صعبة.
الفساد وانعدام المحاسبة
أجرت "نورث برس" استطلاعاً للرأي حول هذا الموضوع فقال الصحفي والشاعر سامر منصور: "إن هؤلاء على الأغلب هم قادة تلك الحملة التخريبية المرعبة المسماة (تعفيش) الذين سرقوا أثاث البيوت وباعوها أو هم رعاة السوق السوداء الذين يتلاعبون بقوت الشعب".
وأضاف منصور، "باختصار هؤلاء رمز الفساد الذي يتزايد لانعدام المحاسبة وبالمحصلة نجد أنفسنا أمام مشهد متناقض حيث تصبح النقود أشبه بورق التواليت بيد البعض في حين يموت الكثيرون بؤساً وقهراً وجوعاً أو غرقاً إذا حاولوا مغادرة البلاد".
ويكمل منصور موضحاً، أن هذا التفاوت الواسع يولّد صراعاً طبقياً يشكل أحد أهم أسباب الحروب و"لكن يتم تجاهله في بلدنا على نحو عجيب".
أما الشاعرة والسيناريست بتول ورد، والتي التقيناها أثناء مبادرة شخصية كانت تقوم فيها بتوزيع ملابس الشتاء وبعض المعونات المالية لأسر محتاجة، فقد رأت أن هذا نتيجة منطقية وقد حصلت في كل البلدان التي تعرضت للحروب.
وقالت "أصبحنا طبقتين، طبقة تبذر الأموال وطبقة تعيش دون خط الفقر، وأسعار مطاعمنا كأسعار دول الخليج، ولكن الفارق شاسع بين متوسط دخل الفرد في سوريا والذي يقارب /60/ ألف ليرة سورية، ومتوسط دخل الفرد هناك ألاف الدراهم أي ما يقارب مليون ونصف ليرة سورية".
وأضافت بشيء من الحسرة والألم "من السيء جداً أن تبذر الأموال بهذه الطريقة وأن لا يجد المواطن الذي عانى ما عاناه من ويلات حكومة تؤمن له حياة كريمة على الأقل".
أين ضريبة الرفاهية؟
أما الشاعر أيهم الحوري، فقد رأى أن هذا "مال الحرب" وأضاف "ما بين الفساد ومال الدم أضحت السلع اليومية الضرورية لكل مواطن مكسور (الجيبة) قبل الخاطر، ليغدو الجوع الطبق الرئيس على مائدة الوطن وكأن حال الإنسان السوري اليوم تماماً كمن يحمل الطّبل في خيمة عزاء ولا أجد كلمة لتوصيف هذا التبذير سوى كلمة عيب".
ومن جانبه قال المخرج نديم سليمان: "نحن ندفع ضريبة رفاهيةٍ حين ندخل مطعم متوسط وضريبة رفاهية حين نشتري سيارة، فإذا كان القانون لا يستطيع منع هذه الممارسات المخجلة بدعوى الحريات الشخصية، فيجب أن تُفرض عليها أكبر الضرائب، لتدعم بها الأُسر المهجّرة والمنكوبة".
الجدير ذكره أن هناك تعليماتٍ تمنع رمي الأوراق النقدية إلّا أنه يتم تجاوزها في هذه الملاهي ككثير من القوانين والتعليمات والأخرى.