عودة النشاط تدريجياً إلى المنطقة الصناعية في الشقيف بحلب
حلب - سام الأحمد - نورث برس
تشهد ورش مبيع وصيانة السيارات في الشقيف نشاطاً ملحوظاً حيث يقبل عليها أصحاب السيارات بغرض الصيانة وشراء قطع الغيار وهذا الإقبال لا يقتصر على أهالي حلب واريافها وإنما من مختلف المحافظات السورية.
ومنطقة الشقيف الصناعية كانت من أهم المناطق وأشهرها في مجال قطع غيار السيارات وصيانتها ليس في حلب فحسب بل على مستوى سوريا. لكن كغيرها من التجمعات الصناعية والمهنية عانت بسبب الحرب وظلت متوقفة عن العمل بعد نهب محتويات ورشها ومستودعاتها ونقلها لتركيا على يد فصائل المعارضة المساحة.
واستطاعت وحدات حماية الشعب الكردية المتواجدة في الشيخ مقصود منذ أكثر من سنتين إخراج فصائل المعارضة المسلحة منها وتأمين هذه المنطقة والسماح لأصحاب الورش والمحال والصالات بالعودة إلى ممتلكاتهم، وهذا أمر كان له بالغ الأثر في عودة النشاط التدريجي مهنياً وتجارياً لمنطقة الشقيف.
أبو حنيف عربو تاجر قطع غيار سيارات في الشقيف يقول لـ"نورث برس": "قبل الحرب كانت منطقة الشقيف هي المنطقة الصناعية والتجارية الأكثر نشاطاً في سوريا، لكن الحرب وسيطرة الجماعات المسلحة على المنطقة أدى لتدميرها ونهب مستودعاتها ومحتوياتها من قطع غيار السيارات والتي كانت تقدر بملايين الدولارات".
وأضاف، "خسائرنا الفادحة لم تشكل عائقاً لنا في إعادة تفعيل ورشنا وصالات بيع قطع الغيار بعد تحرير المنطقة".
أما عبد الغفور الرجب صاحب صالة مبيع قطع غيار سيارات فقال: "نحن نواجه صعوبات جمة في مهنة مبيع قطع غيار السيارات فالأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد وعدم استقرار الليرة السورية كان له أثر سلبي على النشاط التجاري في الشقيف".
وأكمل، "ولكن كتجار سنواصل تأهيل هذه المنطقة وتطوير الأعمال الصناعية والمهنية والتجارية فيها على أمل تحسن الأحوال وانفراج قريب يشهده الاقتصاد السوري".
من جانب آخر كان لأهالي عفرين الذين نزحوا من مناطقهم بعد سيطرة تركيا عليها درواً كبير في إحياء منطقة الشقيف فمعظم الورش التقنية والصناعية وصالات مبيع قطع السيارات يمتلكها عفرينيون، فهم يمتلكون خبرات واسعة في مجال صيانة السيارات ومبيع قطع غيارها لاسيما الحديثة منها.
حنان عبدو كهربائي سيارات حديثة يقول لـ"نورث برس": "الكثير من زبائننا لاسيما أصحاب السيارات الحديثة يقصدون ورشتي للقيام بصيانة سياراتهم قادمين من مدينة حلب ومنهم من يأتي من مدن الساحل السوري وحمص وحماة".
وأضاف، "فمنطقة الشقيف لها سمعة حسنة عند الكثير من السوريين فالصيانة هنا تكاليفها منخفضة والقطع كذلك قياساً بباقي أماكن صيانة السيارات إضافة إلى المهنية والدقة والمهارة في الصيانة التي تتمتع بها ورشنا فالصناعي العفريني له باع طويل وخبرة جيدة في مجال صيانة السيارات".
أما محمد قره دامور وهو زبون في ورشة ميكانيك في الشقيف يقول: "باتت الشقيف متنفساً لأصحاب السيارات لشراء قطع الغيار وصيانة السيارة فالأسعار مناسبة ومعقولة والمهنية وبراعة العاملين في هذه الورش لاسيما الذين قدموا من عفرين تدفعنا القدوم إلى منطقة الشقيف التي تشهد إقبالاً ونشاطاً متزايداً بالرغم من كل الظروف والغلاء الذي تعاني منه مناطق حلب الصناعية وأسواقها المختلفة".
تبقى الشقيف بمعاملها وورشها ومحال المبيع وصالات العرض المنتشرة فيها مثالاً عن قدرة الإنسان السوري وبراعته في تحدي الظروف مهما كانت صعبة وإثباته أن إعادة البناء والإعمار في سوريا لا تتم إلا بإرادته وتصميمه.