صحيفة إسرائيلية تكشف عن تدخل ترامب لدى نتنياهو للإفراج عن مواطنة تركية
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
جاءَ كشف صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في صيف 2018 لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للإفراج عن مواطنة تركية تم اعتقالها خلال زيارتها للقدس من قبل جهاز "الشاباك"، ليثير العديدة من الأسئلة حول حقيقة الصفقة التي حصلت.
فلماذا يفعل ترامب ذلك؟.. ومقابل ماذا؟، وهل هي صفقة ثنائية بين أنقرة وواشنطن أم ثلاثية تضم تل أبيب أيضاً؟.
وتقول صحيفة "هآرتس"، إن كتابا جديدا عن السياسية الخارجية لترامب، كشف تفاصيل الصفقة التي تمت بين تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل في صيف 2018، والتي تضمنت الإفراج عن المواطنة التركية "إبرو أوزكان" التي اتهمها جهاز "الشاباك" حينها بـ"العمل على مساعدة حركة حماس".
وأشار الكتاب الذي أعده مراسلو "واشنطن بوست" لشؤون البيت الأبيض "فيليب روكر" و"كارول ليونينغ" إلى أنه تم في المقابل، إطلاق تركيا لكاهن أمريكي يدعى أندرو برونسون اعتقل فيها بتهمة التورط بمحاولة الانقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2016.
من جهته، يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي يعقوب عيزرا لـ"نورث برس" أنه لا تتوفّر الكثير من المعلومات عن الموضوع، ولكنه اعتبر أن الصفقة تندرج في سياق محاولة ترامب استثمار علاقته "الجيدة" مع نتنياهو من أجل فتح الباب أمام إعادة العلاقات الجيدة مع تركيا.
وتابع عيزرا "أنت تعلم أن هناك توتراً طرأ على العلاقات الأمريكية-التركية.. ولهذا، حاول ترامب تعزيز العلاقات مع تركيا من خلال صفقة يخدمه فيها نتنياهو".
ويُفهم من إجابة عيزرا أن صفقة إطلاق سراح المواطنة التركية بدت كصفقة ثنائية بين واشنطن وأنقرة، بينما كان الدور الإسرائيلي عاملاً مساعداً ومُيسّراً.
وحول واقع العلاقة بين تركيا وإسرائيل في هذه الأثناء، يؤكد المحلل الإسرائيلي يعقوب عيزرا في حديث لـ"نورث برس"، أنه بالرغم من التوتر السياسي بين الدولتين ولا سيما بين رجب طيب أردوغان ونتنياهو على خلفية دعم تركيا لـ"حماس" والتدخل العسكري التركي في الشمال السوري.. إلّا أن العلاقات بينهما مستمرة على صعيد التعاون الأمني وكذلك الاقتصادي الذي وصفه بـ"الكبير".
و بشأن مستقبل العلاقة التركية-الإسرائيلية، يوضح أنها مستمرة رغم التوتر على كافة المستويات، معتبراً أن هذا "دليلاً واضحاً" على عمق العلاقات بين الجانبين.. فالسياحة الإسرائيلية إلى تركيا تسجل رقماً قياسياً، فضلاً عن الوتيرة المرتفعة للاستيراد الإسرائيلي من تركيا، والعكس أيضاً.
كما وشدد عيزرا على "التعاون الوثيق جدا" بين تركيا وإسرائيل في كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، معتقداً أن العلاقة المتوترة- بعض الشيء- في طريقها للتحسن طالما شهدت القضية الفلسطينية هدوءاً، مشيراً إلى أن هذه العلاقة لم تتأثر نهائياً، وأن صفقة ترامب- أردوغان هدفت إلى إتاحة الفرصة لدرء التوتر السياسي.
وتابع عيزرا "حاليا تعمل السفارة الإسرائيلية في تركيا، وسفيرنا وقنصلنا هناك.. توجد علاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية هامّة، وهي في الطريق الصحيح حالياً".