عمليات "الإرهاب الرخيص".. نهج تنظيم "الدولة" الجديد بعد مقتل البغدادي
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والمتشددة في مصر (مرصد رسمي حكومي)، عن أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يتجه إلى "العمليات الإرهابية منخفضة التكلفة"، والتي سمّاها بـ"الإرهاب الرخيص"، وذلك بعد فقدانه لموارده المالية، وخسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها بعد 2014، وفقدانه لكثير من قياداته الرمزية وعلى رأسهم زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي".
وطبقاً لتقرير صادر الأربعاء عن المرصد، حصلت "نورث برس" على نسخة منه، فإن "الآلة الإعلامية الدعائية التابعة للتنظيم (الداعشي) عملت على التحريض على عدد من استراتيجيات الإرهاب الرخيص، في مواضع عدة، وهو ما يكشف عن تراجع حجم إمكانيات التنظيم المالية وفقدانه للقدرات البشرية، بالإضافة إلى قدرات التخطيط والتدبير والتنفيذ للنشاط الإرهابي".
منصة موالية لـ"داعش" تسمى "الذئب المنفرد" دعت منذ أشهر عدة إلى استخدام أساليب وأنماط جديدة، منها القتل باستخدام: "السم، الدخان، الأسهم المسمومة، الصعق الكهربي"، كما تم طرح ملصقات أخرى في أعقاب مقتل البغدادي تدعو إلى استخدام "البالونات الحارقة" واستخدام المنطادات لعمليات المسح بالقرب من المناطق العسكرية، كما دعت تلك المنصات إلى تطوير "المنطاد" لتوظيفه في عمليات النقل والاختباء والهجرة وتطوير إمكانياته عن طريق التحكم فيه عن بعد.
خطوة "انتحارية"
وتعليقاً على تلك الاستراتيجيات، يقول الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة، مدير مركز مراجعات الإسلام السياسي بالعاصمة المصرية "القاهرة"، خالد الزعفراني، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس": إن مثل هذه الوسائل القائمة على العمليات الفردية الخاطفة المسماة بـ"الإرهاب الرخيص" هي أفكار موجودة منذ بداية تلك التنظيمات المتطرفة، والتي تنطلق من الفكر القطبي (نسبة إلى سيد قطب) الذي يعد أساساً لتلك الجماعات.
وتابع: "قديماً ارتكبت الجماعات التكفيرية في مصر عمليات مثل تلك، وفكروا في أعمال مشابهة في القناطر الخيرية وفي السينمات وغيرها (..) هذه الأعمال الرخيصة والقائمة على الغدر والخيانة، هي من أدبيات التنظيمات المتطرفة، بخاصة عندما تفلس ولا تكون لديها القوة للقيام بعمليات كبرى (..) منبت هذه الأفكار هو الفكر القطبي، ويتم تنفيذها عندما تعجز الجماعات عن القيام بعمليات مواجهة مع القوات المسلحة أو الشرطة بشكل عام".
ووصف الزعفراني، تلك العمليات بأنها "عمليات تدل على الإفلاس، وليس لها تأثيرات كبيرة، بل على العكس تدفع الناس (الأهالي) أنفسهم لمزيد من الكراهية لتلك الجماعات وإلى مقاومة هذه العمليات"، مشيراً إلى أن اتجاه التنظيم لـ "استراتيجية الإرهاب الرخيص" بمثابة خطوة في انتهاء هذه التنظيمات، وهي الخطوة التي وصفها بـ "الخطوة الانتحارية" على حد قوله.
تزايد
ومن المرجح –طبقاً لتقرير المرصد المصري- تزايد التحريض على هذا النمط من قِبل عناصر التنظيم؛ لأنه يحقق عدة منافع للتنظيم، منها: تكلفة أقل من العمليات الإرهابية المركبة والمعقدة، نشر الخوف والرعب بين الناس، الإضرار بالمصالح الاقتصادية والخدمات العامة، إنهاك الدول اقتصاديًّا، إمكانية التوسع فيها، تقليل عدد الخسائر البشرية لدى التنظيم، سهولة اختراق الاستنفارات الأمنية في عدد من المناطق، التغطية على مخططات التنظيم لتنفيذ عمليات معقدة ومركبة، إرهاق وتشتيت أجهزة الأمن والاستخبارات بالبحث والتتبع.