النرجيلة.. ظاهرة بين المتعة والمرض في مدينة منبج
منبج- صدام الحسن- نورث برس
تحولت النرجيلة إلى ظاهرة تستقطب عدداً كبيراً من الشباب في مدينة منبج, لتقتحم معظم المطاعم والمقاهي في المدينة, إذ تحولت في الآونة الأخيرة من وسيلة للتسلية إلى الإدمان عليها.
ولا يقتصر انتشار النرجيلة بين الشباب والبالغين, حيث باتت منتشرة حتى بين الأطفال دون السن القانوني, في ظل عدم وجود قوانين تردع ذلك.
ويعتبر البعض من أهالي مدينة منبج النرجيلة (الأركيلة بالعامية) وسيلة لقضاء الوقت والترفيه أو لتخفيف غضبهم في بعض الأحيان, لتتحول في السنوات الأخيرة إلى موضة لدى الرجال والنساء على حد سواء.
وشهدت محال بيع النرجيلة ومستلزماتها ازدياداً ملحوظا أكثر من السابق, حيث تنتشر النرجيلة في المقاهي, فضلاً عن تواجدها في المنازل أيضاً.
وبالرغم من كل التبعات الخطيرة لتدخين النرجيلة على الصحة, إلا أن مدمنيها يعتبرونها وسيلة للترويح عن النفس أو كما يسمونها "فشة خلق".
ويشير أسعد الحميد, نازح في مدينة منبج، في حديثه لـ"نورث برس"، إلى أن تدخين النرجيلة أثر وبشكل كبير على مستقبل الأطفال بشكل خاص, مضيفاً "بتنا نرى بعض الأطفال عمرهم سبع سنوات يدخنون النرجيلة, ما يسبب لهم العديد من الأمراض".
ويطالب الحميد الجهات المختصة أخذ الموضوع بعين الاعتبار وإيجاد الحلول المناسبة لظاهرة النرجيلة, معتبراً إياها "سيئة جداً".
فيما يوضح بسام العاصي من أهالي مدينة منبج أنه يدخن النرجيلة منذ قرابة 15\\ عاماً, منوهاً إلى أنه يحتاج إلى تدخينها بشكل يومي.
ويضيف العاصي "أشعر بحاجة ماسة إلى تدخين النرجيلة بشكل يومي, أشعر أن هناك شيئاً ما ينقصني إذا لم أدخنها", لافتاً إلى أنه حاول أكثر من مرة تركها, إلا أنها فشل في ذلك, معتبراً نفسه "مدمناً على النرجيلة".
من جانبه يلفت خالد الحمود من أهالي ريف مدينة منبج إلى انعدام الوعي الصحي لدى الأهالي فيما يتعلق بأضرار النرجيلة على الصحة, مطالباً الأهالي أخذ الأمر بجدية وتوعية الأطفال إلى المخاطر الصحية الناجمة عن النرجيلة.
وانتشرت النرجيلة مؤخراً بشكل كبير، بحسب ما يبين سامر الحسين، من أهالي مدينة منبج، حيث لم تعد تقتصر على الأطفال والشباب، "بل حتى الفتيات بعمر (14 عاماً) اتخذن من تدخينها موضة".
كذلك يشدد الحسين على ضرورة وضع الحلول لهذه الظاهرة وخاصة للأطفال, مضيفاً "النرجيلة تزيد المصروف وتؤثر سلباً على الصحة بشكل عام".
وعن الأضرار الناتجة عن تدخين النرجيلة يلفت الطبيب حسن الخلف, أخصائي الأمراض الداخلية في حديثه لـ"نورث برس"، إلى أن أكثر الحالات التي تأتي إليه من مدخني النرجيلة, مصابون بأمراض التهابات حادة بالقصبات, فضلاً عن وجود حالات مصابة بمرض السل "كون فيروس السل يجد البيئة المناسبة في خرطوم النرجيلة", على حد تعبيره.
ويشير الخلف إلى أن أغلب حالات السل يصعب علاجها في منبج ويتم تحويلها إلى مشافي مدينة حلب, لأن "المرض يكون قد بلغ مراحل متطورة".
وبحسب الطبيب حسن الخلف فإن على لجنة الصحة والجهات المختصة فرض عقوبات وغرامات مالية على المقاهي التي تقدم النرجيلة لمن هم دون الـ \18\ عاماً.
وتختلف أسعار النرجيلة والمواد المستخدمة في تدخينها حسب نوعها وحجمها, حيث تتراوح أسعارها ما بين/ 30- 8/ ألف ليرة سورية, في حين يتراوح سعر "النرجيل الصيني" ما بين /75-30/ ألف ليرة سوريا, بحسب ما أوضحه سالم المسعود, صاحب محل لبيع النراجيل.
جدير بالذكر أن عدد محال بيع النرجيلة في مدينة منبج بلغ حوالي \20\ محلاً ويزداد الإقبال عليها, بسبب إضافة نكهات جديدة إلى المعسل المستخدم في الشرب كنكهات الفواكه والعلكة وغيرها الكثير من النكهات التي تزيد من إقبال الشباب والفتيات عليها.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من تدخين النرجيلة موضحة أن التدخين عبر الأنبوب يهدد بمواد سامة تسبب سرطان الرئة ومرض القلب ومتاعب صحية أخرى.
فيما كانت دراسة أمريكية نبهت إلى تبعات خطيرة لتدخين النرجيلة على الصحة، حيث كشفت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن جلسة واحدة من تدخين النرجيلة تلحق ضرراً كبيرا بنبض القلب وضغط الدم وتصلب الشرايين.