رغم سنوات على استعادته.. مخيم شبه مهجور ويعاني آثار الحرب في ريف حلب الشمالي
حلب - سام الأحمد - نورث برس
يعتبر مخيم حندرات في ريف حلب الشمالي، ثاني أكبر تجمّع للفلسطينيين في الشمال السوري، والذي كان طيلة سنوات خلت ساحة لصراعٍ "دامي" بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات الحكومة السورية.
حيث ترك الصراع آثاره المدمّرة على معظم أحياء المخيم وتركت المعارك بصماتها على أبنتيِه ومرافقه العامة والخاصة، وظل فارغاً من ساكنيه الذين وبالرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على سيطرة القوات الحكومية عليه لم يرجع إليه سوى عدد قليل من الأسر والعائلات.
إذ أنّ الخدمات العامة بمعظمها لم تجد طريقها إلى المخيم الذي يتربّع على تل مرتفع بالقرب من مشفى الكندي المهدوم وبالقرب من سجن حلب المركزي الواقع بريف حلب الشمالي.
يقول سعد أبو عطا من سكان المخيم لـ"نورث برس" بأنه بالرغم من مرور ثلاث سنوات على "خروج المسلحين من المخيم مازال الكثير من أهالي المخيم لا يستطيعون العودة إليه، فهم لا يستطيعون صيانة منازلهم وإعادة تأهيلها، ومازالت معظم الخدمات غير متوفرة والمرافق مدمرة".
ويضيف أبو عطا أنّ سكان المخيم هم بالأصل نازحون من وطنهم الأم فلسطين منذ عقود، "وهاهم الآن ينزحون مجدداً في مناطق شتى سواء داخل سوريا أو خارجها".
فمنذ اندلاع الأزمة السورية عانى الفلسطينيون في حندرات من ممارسات فصائل المعارضة المسلحة التي اتهمت سكان المخيم بالوقوف مع الحكومة السورية، وشنت عدة حملات عسكرية على المخيم وسيطرت على أجزاء واسعة منه، ومن ثم أعلنت سيطرتها الكاملة على المخيم.
ما أقدمت عليه الفصائل في ذلك الوقت، دفع بالفلسطينيين في مخيمات حلب لتشكيل قوة عسكرية تتبع للحكومة السورية وتموّل من قبلها أطلق عليها لقب "لواء القدس".
حيث يقول محمد أبو ريا، وهو منتسب سابق للواء "القدس" لـ"نورث برس": "عانينا من ظلم كبير على يد الجماعات المسلحة التي اختطفت الكثير من الشبان الفلسطينيين بتهمة الوقوف مع الحكومة".
ويضيف أن هذا التعدي "طال مخيماتنا في حلب لاسيما مخيم حندرات الذي سيطرت عليه (جبهة النصرة) والجماعات التابعة، لها وذبحت الكثير من سكانه ونهبت محتوياته وممتلكات الفقراء والبسطاء"، موضحاً بأن ذلك دفعهم لحمل السلاح وتشكيل "لواء القدس" الذي لم تقتصر مشاركته في المعارك على جبهات حلب بل شارك بالقتال في مختلف المناطق السورية.
أما دريد بيازي، فلسطيني من حندرات، يقول "نأمل اليوم أن نعود لفلسطين ونحن في سوريا مازلنا نحمل صفة اللجوء، لكن سنبقى ندافع عن مخيماتنا بوجه كل عدوان، ونتمنى من المنظمات الدولية أن تقدم لنا يد العون لكي نعيد بناء ما دمرته الحرب في حندرات".
ويبيّن أن "معظم سكان المخيم من البسطاء وأصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون تحمّل تكاليف إعادة إعمار منازلهم ومرافقهم".
ومع ذلك عادت عشرات الأسر للمخيم وتأقلمت مع الدمار ونقص الخدمات في ظل انعدام الخيارات أمامها والأحوال الاقتصادية المتردية التي يعيش تفاصيلها الفلسطينيون كما السوريون.