كنيسة السيدة العذراء في المالكية.. الكنيسة الأقدم في عهدة أبناء حيّها بعد هجرة المسيحيين
المالكية / ديريك – ريم شمعون / شربل حنّو – نورث برس
تعد كنيسة السيدة العذراء بمدينة المالكية / ديريك، من أقدم كنائس أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، إذ بُنيت في القرن الرابع الميلادي، وتقع في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة، وشكل بناؤها جاء مطابقاً لنمط الكنائس السريانية القديمة، التي كانت تتصف بضيق عرضها وصغر هيكلها (المكان الذي يصلي فيه الكاهن والشماس).
كاهن كنيسة مار دودو للسريان الأرثوذكس في المالكية مراد مراد، قال لـ"نورث برس" أن "كنيسة السيدة العذراء كنيسة أثرية يعود عمرها إلى /1600/ سنة، بناها السريان الذين هاجروا من تركيا في القرن الرابع الميلادي".
ويضيف الكاهن "سكان المدينة هنا يطلقون عليها منذ القديم وحتى الآن اسم ديريك، وهي كلمة سريانية تعني الدير الصغير، نسبةً للكنيسة الواقعة شرق المدينة".
وأكمل حديثه قائلاً، "في عام 1960 ظهر الميرون المقدس (الزيت المقدس) في الجهة الجنوبية الشرقية من الهيكل، إذ أصدرت مطرانية الجزيرة والفرات في ذات العام، بياناً يوّثق هذا الظهور".
كذلك نوّه الكاهن أيضاً، أن الكنيسة يطلق عليها اسم "أم العجائب" نسبة لحادثة الميرون المقدس، في العام 1961، خلال عملية توسيع الطريق الذي يمر من الكنيسة والذي يستوجب هدمها، كما أشار إلى ما وصفه بـ"أعجوبة فيض الميرون الذي منع هدم الكنيسة".
من جانبه أوضح منير يوسف خادم الكنيسة لـ"نورث برس" أن كنيسة السيدة العذراء باتت مزاراً مقدساً ومقصداً للزوار من كافة أنحاء العالم، يزورها الناس من المسلمين والمسيحيين من أوروبا ومن شمال العراق ودمشق وحلب.
يضيف يوسف، قبل الأزمة في سوريا كان الحي المحيط بالكنيسة يسكنه مسيحيون، يهتمون بالكنيسة ويخدموها، لكن بعد الظروف التي مرّت علينا هاجر معظم سكان هذا الحي، ويتابع قائلاً: "الآن يسكن في محيط الكنيسة كرد وعرب يهتمّون بالكنيسة بشكل كبير ويشاركوننا الاحتفالات والمناسبات التي تقام في الكنيسة هنا".
واختتم يوسف حديثه بالتنويه لاستقبال الكنيسة لحالات مرضية من عدد من الطوائف ممن يقصدون الكنيسة بهدف التبرّك، على حد تعبيره.
وفي السياق قال محمد سليم خليل من سكان مدينة ديريك لـ"نورث برس": "نحن نأتي بشكل دوري للكنيسة، نؤمن بها ونقصدها بالكثير من الأحيان، كونها مكان أثري ومقدس لدى جميع السكان في مدينة ديريك".
يشار إلى أن منطقة المالكية / ديريك تشهد وجود عدد كبير من الكنائس التابعة للمكون المسيحي، مقسمة بين الطوائف الدينية كالتالي: السريان /6/ كنائس، الكلدان كنيستان، الأرمن كنيسة واحدة.
أيضاً يسكن ديرك خليط سكاني متباين، حيث يقطنها اليوم العرب والسريان والآشور والكلدان والكرد والأرمن، إذ قدرت دراسة مسحية ميدانية نسبة الكرد في المدينة بأكثر من /75%/ من عدد السكان، وفي منطقة المالكية / ديرك ككل بحوالي /72.4%/ من عدد السكان بما يعادل /80/ ألف نسمة حسب تعداد 2004.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد عوائل السريان بالمدينة قبل الأزمة السورية، بلغ /1200/ عائلة، أما الآن فهي نحو /500/ عائلة فقط بسبب الهجرة.
في حين يبلغ تعداد الكلدان /163/ عائلة، فيما كان الأرمن سابقاً يبلغ تعدادهم /150/ عائلة، أما الآن فيبلغون فقط /70/ عائلة، بالإضافة إلى عدد قليل جداً من الآشوريين والروم والبروتستانت، بحسب مصادر مسيحية من المالكية / ديريك.